هل تكفي 60 دقيقة من أجل استصدار حكم جاهز بعدم قدرة الكعبي على إقناع الناخب الوطني لضمان مكانته رفقة المنتخب الوطني قبل الرحيل إلى روسيا ؟ سؤال تداوله العديد من العارفين بشؤون الكرة بكثير من التحفظ، وهم يستقبلون تصريح الناخب الوطني الوطني السيد هيرفي رونار في أعقاب المقابلة الودية التي انتصر فيها الأسود على منتخب أوزبكستان " الضعيف جدا "، الذي أكد خلاله، عن عدم رضاه على أداء هداف " الشان " رغم تسجيله للهدف الأول، حيث عن استيائه من افتقاده للانسجام المطلوب مع المجموعة، مؤكدا أن هذه النقطة يركز عليها كثيرا وينبغي على الكعبي الاشتغال عليها. هنا فتح البعض قوسا عريضا للرد على رونار، بطرح سؤال عريض حول الهدف من استدعاء الكعبي إلى كتيبته، إذا كان الرجل منذ الوهلة الأولى غير مقتنع بأداءه، و هل جاء استدعاءه بناء على الضغط الجماهيري الذي شدد على أحقيته في حمل القميص الوطني، باعتبار الأداء المتميز الذي بصم عليه اللاعب البركاني، و شد إليه إهتمام كبريات الأندية في أوروبا ؟
وشدد البعض الآخر على أن لاعبا من قيمة الكعبي يلزمه فرص كثيرة حتى يتسنى له تحقيق الانسجام الذي يصبو إليه رونار، و أن 60 دقيقة كانت غير كافية بتاتا لتحقيق مراد الثعلب الفرنسي، علما ان لاعبين أقل مستوى بكثير من الكعبي، نالوا فرصة أكثر من اللازم و لم يتمكنوا من إقناع الجماهير قبل الناخب الوطني، و مع ذلك لازالوا محطة ثقة المدرب، و الأمثلة على ذلك كثيرة جدا، أضف على ذلك، ان المباراة التي جرى إقحام الكعبي خلالها، عرفت غياب كوادر الفريق الوطني، و بالتالي لا يمكن الحكم على أدائه ضمن فريق ثان، يفتقد بدوره للانسجام اللازم، أي بتعبير آخر، لا يمكن تقييم أداء الكعبي من خلال تشكيل يجهل كل لاعب فيه ما يمتلكه زميله من مقومات و مهارات و كيفية لعب، تتطلب مدة من الزمن لخلق الانسجام الذي يبحث عنه رونار.
المثير للجدل بحسب نفس المصادر، هو ان الكعبي كان ضحية مؤامرة كروية، او بعبارة أهل الكرة " اللاعبة دارو عليه النقابة "، وقد بدا ذلك جليا من خلال حرمانه من الاستفادة من كرات كانت ستعزز قيمته لدى الناخب الوطني كهداف متميز، علاوة على الطريقة التي " صرخ " بها فيصل فجر في وجه الكعبي، حين اهدر كرة سانحة للتسجيل، و التي تفتقد تماما للحس الإحترافي الذي ينبغي للاعب محترف أن يتحلى به، الأمر الذي تطرح معه علامات استفهام عريضة جدا، حول عدم تدخل المدرب في مثل هذه النوازل.
هذا الحادث، يعيد إلى الأذهان، حسب مصادرنا، إشكالية " مطرب الحي " او بالاحرى " لاعب البطولة الوطنية " الذي لن ينال قيمته إلا بعد الاحتراف و لو في الخليج العربي، و هي إشكالية لازمت الفكرة الهاوي الذي ما زال يعشش في محيط المنتخب، و للاسف الشديد، قد يكون سببا في استبعاد الكعبي لأسباب واهية غير مقنعة تماما.