متمردة على المألوف كالمعتاد وحيدة غاضبة من كل هذا الهرج حول حواء وبناتها أسعى لكتابة بعض السطور لأعبر من خلالها عن رفضي لهذا التناول الفج لحال المرأة وأحوالها.. سيدتي الفاضلة مهما كان موقعك الثقافي والاجتماعي فإن هذا الإستغلال البشع يسيء لي ولكي بشكل من الأشكال ويحرف سؤال الحق والواجب اتجاه الدولة ويغيره بسؤال أحقية الندية مع النصف الآخر من الرفقة مرافقة في الحياة (الرجل)..
جمعيات ومنظمات الجادة منها أو تلك الساعية فقط وراء الدعم العمومي والبروز للواجهة كما تطفوا الفضلات على سطح المجاري أو الإسترزاقية بواجهة جمعية كل هؤﻻء مع احترامي الشديد للشرفاء منهم وهم كثيرون غير صائبين في تناولهم للموضوع فالإحساس المرهف والسيل الجارف من الحنان الذي يميز المرأة ﻻ يكفي ليحجب عن أعيننا تلك المرأة المتعبة والمعقدة بمزاج حاد وهن كثيرات في مجتمعنا وهن أيضا صنيعة لظروف وممارسات ﻻ يتسع المجال للخوض فيها أهونها عدم قدرتهن على نفض غبار الرومانسية الركيكة التي تربين عليها نتيجة استلابهن الميلودرامي للروايات المصرية والتركية والهندية واليابانية وغيرها، يكفي أن أذكر نفسي وإياك سيدتي بأننا في مجتمع يسألني ويسائلني عن الخطأ ويطلب مني ويطالبني بالإستقامة المطلقة وسط هذا الكم الهائل من الأخطاء وذلك بطبيعة الحال في إعتقادي (خاطيء يحتمل الصواب واستغلال هذا من طرف هؤﻻء هو الخطأ الأكبر والأشمل...
وكما لا أعترف بعيد صنعه من لا يحترمون المرأة ويجعلونها مثل أحديتهم وجواربهم لا تيأسي سيدتي، فإذا ماحاولوا الإرتقاء فإنهم سيسقطون
إلى أسفل سافلين، لأن السقوط من علو شاهق تكون خسائره جسيمة، وصدق من قال "فكم من ملك له علامات، فلما علا، مات" ومصداقا لقوله تعالى ''أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.