أثار ظهور شاب يلقب ب”الأستاذ المعجزة”، ويشتهر بتحفيظ الدروس للتلاميذ المقبلين على الإمتحانات، (اثار) جدلا واسعا وسط مواقع التواصل الإجتماعي. وعُرف الشاب المهدي منيار، بفيديوهاته التي ينشرها على صفحته الإجتماعية، والتي يظهر فيها وهو يشرف على عملية الإستظهار التي يقوم بها تلاميذ، في ما يشبه مواجهة بينهم، بعد أن قام بتلقينهم طريقة الحفظ خلال الساعات الدراسية الإضافية. والغريب في الامر أن التلاميذ يقومون باستظهار تعريفات المصطلحات المضمّنة في مختلف المواد التي يتلقونها سواء في المستوى الثانوي أو الإعدادي، وذلك بطريقة سريعة يصعب معها فهم ما يتفوه به التلميذ. ويعمد الأستاذ إلى إجراء مسابقة بين تلميذين ، حيث يكتفي بذكر اسم مصطلح أو عبارة ما حتى يشرع التلميذ في استظهار تعريفها كما هو مكتوب في الكتاب المدرسي وبشكل سريع وغريب. وخلف ذلك موجة استنكار واسعة بين عدد كبير من رواد مواقع التواصل الإجتماعي ، الذي عبروا عن استنكارهم لتربية الناشئة المتمدرسة على طريقة الحفظ فقط دون الفهم والإستيعاب وتطوير مَلَكَة الإبداع. وكتب أحد النشطاء معلقا على الموضوع، “يريدون خلق جيل من الضباع”، وصرخة كان أطلقها المفكر المغربي محمد جسوس، فيما أورد ناشط آخر:” أين الوزارة؟ أين الجهات المعنية؟ كيف يعقل أن يتم السكوت على هذا الموضوع وتركه لهذه المدة الطويلة دون تدخل؟”. وفي نفس السياق، استغربت ناشطة من “السماح لشاب تُجهل مؤهلاته التعليمية والفكرية بالعمل في الساعات الإضافية، وبتلك الطريقة المريبة، خاصة وأن المعني بالأمر يتنقل بين عدة مدن مغربية ويزور العديد من الأفواج”. بينما ارتآى ناشط آخر، إثارة موضوع العائدات المالية التي يجنيها “الأستاذ” المذكور من تحفيظ مئات أو آلاف التلاميذ للدروس استعدادا لتجاوز الإمتحانات، خاصة وانه ظهر في العديد من الصور التي نشرها في صفحته وهو داخل سيارة من الطراز الثمين. من جهة أخرى، قلل نشطاء من هول الامر حيث اعتبروا أن التلاميذ وقبل الحفظ يفهمون جيدا تلك الدروس، وهذه التقنية ستساعدهم على التفوق دراسيا والموازنة بين الحفظ والفهم وهو الإشكال الذي يسقط فيه عدد كبير من المتمدرسين.