ما أن أوشك شهر غشت أن يحل حتى بدأت الكثير من الأسر المغربية رحلة البحث عن أساتذة دعم لأبنائها استعدادا للموسم الدراسي الجديد، فبعدما كان التلميذ يعتمد على شرح أساتذته ومجهوده الشخصي قبل عقدين محققا نتائج جيدة أصبح تلميذ اليوم يحتاج إلى الدعم لا في المواد العلمية واللغات الأجنبية الصعبة الفهم فحسب، بل في العربية والاجتماعيات والفلسفة وحتى التربية الإسلامية التي تحتاج إلى فهم يسير وحفظ، وقريبا وبفعل الخمول الذي أصبح يعرفه أبناء المغاربة فسيحتاجون إلى دعم في التربية البدنية لا محال، فالتلميذ المغربي أصبح غير قادر لا على فهم دروسه ولا على حفظ ما يستوجب الحفظ منها. لكن الغريب في الأمر أنه بالرغم من الإصلاحات التي دأبت الحكومات المتعاقبة على تطبيقها والعناية التي حظي بها قطاع التعليم خصوصا، إلا أن المستوى التحصيلي للتلميذ المغربي لازال يعرف ضعفا شديدا وهذا ما تأكده الخطابات الملكية التي لا تمر دون الحديث عنه إن جزئيا أو تفصيلا، فقد جاء في الخطاب الملكي الأخير بمناسبة عيد العرش المجيد: "يظل إصلاح التعليم عماد تحقيق التنمية، ومفتاح الانفتاح والارتقاء الاجتماعي، وضمانة لتحصين الفرد والمجتمع من آفة الجهل والفقر، ومن نزوعات التطرف والانغلاق لذا، ما فتئنا ندعو لإصلاح جوهري لهذا القطاع المصيري، بما يعيد الاعتبار للمدرسة المغربية، ويجعلها تقوم بدورها التربوي والتنموي المطلوب". فهل أصبح أبناء المغاربة فعلا غير قادرين على استيعاب دروسهم وفهمها؟ أم أن البرامج التعليمية لا تتلاءم ومستوى إدراكهم للأشياء؟ أم أن هناك أسبابا أخرى تقف وراء تراجع مستواهم التحصيلي؟ للإجابة عن هذه التساؤلات قمنا باستجواب أساتذة ومعلمين وتلاميذ وأولياء أمور على السواء. حمزة تلميذ في السنة الأولى باكالويا اجتاز امتحان الجهوي بصعوبة كبيرة ونجح بمعدل عام 11 في القسم وأحرز معدل 8,85 في الامتحان الجهوي تحكي أمه تفاصيل نجاحه وتقول: "كنت طيلة السنة أرجح كفة رسوبه، فهو لا يحمل كتبه للمراجعة على الإطلاق، اضطررت إلى الاستعانة بأستاذة دعم في المواد العلمية، لكن رغم ذلك بقيت نتائج امتحاناته متدنية، لم يبقَ إلا شهر ونصف على الامتحان الجهوي وهو لم يكتب دروسه في الاجتماعيات ولا العربية ولا التربية الإسلامية علما أنه كان يحضر حصصه، وأقسمت له أنه إذا لم يحرز معدلا معقولا بالامتحان الجهوي سأطالب بتكراره السنة حتى لا يؤثر معدل الجهوي على نتائج الباكالوريا، وقد اضطررت للبحث عن أستاذ دعم يساعده في فهم دروسه ويعينه على حفظها حتى يستطيع اجتياز الامتحان والحمد الله وإن كانت 8 ليست بالكافية لكنها أفضل بكثير مما توقعت". أما أستاذ الدعم فقد أبدى غضبه وتأسفه لدى سؤاله عن حمزة، يقول: "لم أفهم إلى الآن كيف لتلميذ لم يتبق له إلا شهر ونصف على اجتياز امتحان الجهوي لا يملك دروسه ولا حتى جزءا منها، لقد اضطررنا لاستعارة دفاتر زملائه ونسخها ولضيق الوقت كنت مضطرا لشرح درسين على الأقل ومطالبته بمراجعتهما وحفظ ما يستلزم ذلك منهما خاصة دروس الاجتماعيات، كان وضعه كارثيا إذ عجز عن التفريق بين أسباب الحرب العالمية الأولى ونتائجها فكيف الحال مع الثورة الروسية والحرب الباردة وتاريخ المغرب ناهيك عن دروس الجغرافية التي تتطلب اطلاعا على الخرائط والبيانات، دون الحديث عن اللغة العربية كيف لتلميذ في السنة الأولى باكالوريا ألا يفرق بين الفعل اللازم والمتعدي ولا يعرف بناء الفعل للمجهول أن يفهم الاستعارة التصريحية والمكنية ويفرق بين أقسام المجاز؟ لكن ليس الأمر بالجديد فقد تعودت على الكثير من أمثاله، لكن الأغرب هو ثقته في نفسه، لم أفهم كيف لتلميذ لا يملك درسا واحدا في التاريخ أن يقول سأنجح بامتياز لأن ما أذكره في زماني أننا كنا ننهي حفظ وضبط الدروس أسبوعين قبل الامتحان لنتفرغ للمراجعة ومع ذلك كنا نخاف الرسوب، كان حمزة يبحث عن النجاح دون أن يبذل أي جهد. كان نموذجا لتلميذ المتكاسل. وعن سؤالك إن كان حمزة غبيا فأقول أنا أرفض استعمال هذا المصطلح فليس هنالك شخص غبي وآخر ذكي، لكن العقل عضلة كباقي عضلات الجسم يحتاج إلى التدريب والتمرن حتى يسهل عملها ولا يكون ذلك إلا بالمطالعة الدائمة. والأشد حزنا هو صديق له، كان ممتازا في المواد العلمية ويكره كرها شديدا المواد الأدبية وكان يعتمد على شرحي لا أكثر علما أنه كان ذكيا وسريع الاستيعاب لكنه رسب وطرد بسبب استكماله لسنوات الرسوب المسموح بها". مريم تلميذة في السنة الثانية باكالوريا علوم إنسانية، ليست أفضل حالا من حمزة، رسبت في امتحان الباكالوريا بدورتيه العادية والاستدراكية، تجيب والدتها باستغراب: "صدقيني لم أفهم ما الذي يحدث معها فقد سجلتها في مدارس خاصة لتقديم الدروس الخصوصية في كل المواد الأدبية وسجلتها بمراكز اللغات وأراقب دراستها بشكل يومي ولكني فوجئت بنقطها المتدنية في الامتحان على عكس أختها الصغرى التي تدرس في السنة الثانية إعدادي لا أجد معها أي مشاكل ولا تحتاج إلى دعم إلا في المواد العلمية ونقطها مشرفة في كل المواد. وتقضيان تقريبا نفس ساعات المراجعة في المنزل، ربما أن طريقة استيعابهما للدروس تختلف فالله أعطى كلا منا قدرا مختلفا من الذكاء هذا هو تفسيري للأمر". أبناء المدارس الفرنسية ليست أفضل حالا من أبناء المدارس العمومية، فهذه لينا تلخص أقوالها بعربية متلعثمة بقولها: "بما ستفيدني دراسة التاريخ والجغرافيا سواء باللغة العربية أو الفرنسية وبما سأستفيد من دراسة اللغة العربية إن كنت سأكمل دراستي بالولايات المتحدة التي تحمل جنسيتها وسأعيش هناك، كما أني أكره الرياضيات ويتعبني فهمها عندما أكبر سأدرس التمثيل أو الصحافة هذا ما أحبه". أما والدتها فتقول: "تعبت من متابعتها ومراقبتها، ما أن يخرج أستاذ دعم حتى يدخل آخر وفي جميع المواد، أضف إلى ذلك أنها تدرس بمراكز خاصة باللغة الإنجليزية والفرنسية واتصالي بأساتذتها دائم. وأنا حريصة على حضور كل اجتماعات الآباء وأولياء الأمور، كل هذه المجهودات ونتائجها متوسطة لا غير، والسبب حسب أساتذتها يعود إلى قلة تركيزها وشغل تفكيرها بأشياء أخرى غير دراستها هذا ما يمكنني قوله بعد كل المجهودات المبذولة". أما سميحة وهي أستاذة اللغة الفرنسية بالتعليم الثانوي فتقول: "بعدما كانت فئة التلاميذ ضعاف المستوى يشكلون ظاهرة///// أصبحت القلة المجدون هم من يشكلونها، فأبناء اليوم لا يهتمون إلا باللباس والمكياج والهواتف الذكية والأيباد دون أن يولوا أهمية لدراستهم، فقد أصبحوا يستغنون عن قراءة الروايات بتلخيصات جاهزة من الأنترنيت الأمر الذي يؤثر سلبا على مستوى اكتسابهم للغة الفرنسية، بل أصبحوا يستغنون عن الأستاذ نفسه ظنا منهم أن كل شيء موجود بغوغل حسب أقوالهم، حتى التلاميذ القلة الذين يشتغلون ما عدت ألمس الجدية فيهم ما عاد همهم تثقيف أنفسهم وإنما اجتياز الامتحان والحصول على نقط جيدة فحسب، أحيانا أجد التلاميذ يلعبون ألعاب الفيديو أو يتحدثون على الفيس بوك أثناء شرحي للدروس حتى إذا ما جاء يوم الامتحان وقفوا عاجزين أمام أسئلة بسيطة تناولناها في القسم ويبدون استغرابا كأنهم أول مرة يسمعون بها". أما محمد وهو أستاذ اللغة العربية للتعليم الثانوي قضى 30 سنة في التعليم فسرح بنظره بعيدا وابتسم ثم قال: "مضى عصر الزمن الجميل يوم كان التلميذ تلميذا، بل كان أستاذا على نفسه شديد الحرص على تعليمه أكثر منا، إذا طلبت من أحدهم تقديم عرض في موضوع معين قدمه كمحاضرة لأستاذ متمكن بلغة جميلة وبإلقاء أجمل، كان التلميذ منضبطا خجولا، يحترم أساتذته، لا أحتاج إلى أن أصرخ بوجه أحدهم فمن النظرة يفهمون، أما تلاميذ اليوم إذا قام بسلوك مشين ونظرت إليه نظر إلي كأني أنا من يجب أن أخجل، لا يهيؤون دروسهم ولا حتى يكتبون ما أملي عليهم ولا يقرؤون مؤلفاتهم ولا ينجزون عروضا وإن بذل أحدهم مجهودا وفعل فمن غوغل لا غير، لم يكن لذا التلميذ ما يشغله عن الدراسة قديما وكان يشعر بحس المسؤولية تجاه نفسه وأسرته، أما اليوم فقد وجدوا كل شيء جاهزا وأصبح لديهم الكثير من الأمور التي تشغلهم عن الدراسة، هم ليسوا بأغبياء ولكن كسالى يبحثون عن نجاح جاهز دون أن يبذلوا أي جهد إما عن طريق الغش أو التذاكي أحيانا ونتائجهم كارثية، ثم يعترضون على معدلاتهم". ولحميد معلم بالسلك الابتدائي لما يقارب 25 سنة رأي آخر حيث يرجع فشل التعليم إلى البرامج الإصلاحية المتعاقبة والمتغيرة فكل برنامج يطبق مناهج مختلفة ينعكس سلبا على مردودية التلميذ، بل هناك من الأساتذة من يظل على حاله دون أن يأتي بجديد في حين عليه أن يكون نشيطا مواكبا لتغيرات المجتمع ومتطلباتها حتى يستطيع التعامل مع التلاميذ بطريقة تحفزهم على الاجتهاد. وهنا سأفرق بين تلميذ القرية والتلميذ المدينة، باعتباري درست الاثنين معا، فبالرغم من الدعم التي تحصل عليه عائلة الأول والتشجيعات التي تحصل عليها لتعليم أبنائها إلا أن التعليم بالقرية لازال متأخرا، إذ ليس هناك متابعة من طرف الأسرة التي يكون فيها الأبوين في الغالب أميين، كما أنه ليس هناك متابعة من طرف الجهات المختصة إن كان التلاميذ يتابعون دراستهم فعلا، فالذكور في الغالب ينقطعون والتلميذات يتزوجن في سن مبكر. أما تلميذ المدينة فمصاب بإحباط لانعدام الحوافز المشجعة، فمشاهدته لعدد من خريجي الجامعات بدون عمل ينعكس سلبا على جديته ومجهوداته، كما على الأساتذة أن يقوموا بواجبهم تجاه تلاميذهم بما من شأنه أن يريح ضميرهم، لأن بعضهم يطمئن لحصوله على وظيفة عمومية فيتقاعس عن أداء واجبه. وفعلا التلاميذ أصبح لديهم الكثير من الصعوبات، فلم يعد التلميذ يكلف نفسه عناء البحث والتهييء سواء القبلي أو البعدي الأمر الذي ينعكس على سير الدرس فالمعلم مرتبط بوقت محدد وبمراحل بنائه التي يجب أن يمر منها، أضف إلى ذلك النجاح يكون أحيانا بالنسب مما يسمح للتلاميذ بالمرور إلى مستويات أخرى دون استحقاق وكل هذا ينعكس سلبا على التلميذ بالدرجة الأولى". أما سناء وهي أستاذة دروس خصوصية في المواد العلمية فهي ترفض بشدة فكرة أن إدراك التلميذ قد تقلص تقول: "على العكس من ذلك تماما تلاميذ اليوم هم أذكياء جدا، كثيرا ما يفاجئونني بأشياء لا أتوقعها منهم، ما تغير هو إقبالهم على التكنولوجيا الحديثة بشكل غير عقلاني، فبعدما كان التواصل الأساس هو تواصل التلميذ مع كتابه أصبح التواصل اليوم بينه وبين المحيط الخارجي، فأبناء اليوم صاروا يستعملون الهواتف الذكية وخدمة الإنترنت أصبحت متاحة بشكل كبير الأمر الذي يجعلهم على تواصل مع أصدقائهم حتى في أوقات دراستهم مما يجعل حضورهم أثناء الدراسة غير كامل، فهو يبعث رسائل وينتظر أخرى في نفس وقت إنجازه لتمارينه، كما أنه لا يحرص على تكوين نفسه، بل يسعى فقط إلى معرفة تمكنه من اجتياز الامتحان، والتركيز على المحاور متوقعة في الامتحان، لأن الامتحانات صارت متوقعة بنسبة 75 في المئة، حتى إذا ما أجرينا له اختبارا شاملا وجدنا أن مستواه ضعيف فشككنا في ذكائه واستيعابه". السؤال واحد والأجوبة متعددة وإن كانت تصب جميعا في نفس المسار، فهناك شبه إجماع على أن مغريات العصر من وسائل تكنولوجية وترفيهية هي ما يقف عائقا بين التلميذ ودراسته.. وللاقتراب من الموضوع أكثر كان لابد من مساءلة علم الاجتماع وعلوم التربية للوقوف على الظاهرة بشكل أعمق.. يجيب ذ. رشيد بكاج باحث في علم الاجتماع عن سؤال "هل ترون أن هناك تدني في مستوى استيعاب وإدراك التلميذ المغربي لدروسه"؟ بقوله: "هذا الوصف هو وصف جائر ويجب الوقوف عنده وتحليله قبل التكلم عنه، وواقع الأمر يقول إنه ليس هناك دراسات علمية مقارنة تعطي معطيات ملموسة، على أساسها نقارن ونعطي نتائج، كل الأحكام الصادرة هي مجرد تمثلات وانطباعات اجتماعية لا غير، وهذه الانطباعات تفسد معنى الأشياء. من قال إن إدراك التلميذ المغربي في تدن، فواقع الحال يقول إن نسبة النجاح في الباكالوريا مرتفعة مقارنة مع السنوات الصارمة وكباحث في علم الاجتماع، وكممارس لمهنة التدريس، أرى أن الطلبة المتفوقين ظلوا محافظين على تفوقهم خلال سنوات دراستهم، ونسبة الطلبة المسجلين بسلك الدكتوراة أو الحاصلين عليها حاليا أكثر بكثير مما كان عليه في سنوات حصولي عليها. وهنا يجب أن نتساءل عن دور الجامعات ومراكز البحث العلمي المرتبطة بها ومراكز التفتيش من هذا كله؟ أين هو التلميذ وحاجياته ومستوى تعليمه من هذه الحلقة؟ إن الإجابة عن هذا السؤال يتطلب دراسة معمقة تتشارك فيها مجموعة من العلوم من بينها علم النفس المعرفي، لا يمكن أن نصدر الأحكام جزافا دون أي مسؤولية فالإجابة عنه تتطلب دراسات وبيانات وإحصاءات ومعطيات حتى نقول بصحته أو ننفيه". أما الأستاذ العوام حمد باحث في علوم التربية وأستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة بمكناس فيرى أن الأستاذ المغربي هو أستاذ كلاسيكي في طريقة تقديمه لدروسه، يقدمها وفق منظومة تقوم على شحن التلميذ بمجموعة من المعارف، فهو ملزم بإتمام المقرر ويقدم الدرس بطريقة الجدادات والتعليمات الرسمية، وما يقوم به الأستاذ هذه السنة يكرره لسنوات طويلة، إذ لا وجود للتجديد والإبداع في تقديم الدروس، كما أنه ليس هنالك استثمار لوسائل التكنولوجيا الحديثة على تعددها وإقبال التلميذ المغربي عليها، ربما لو ثم استخدامها لكانت حافزا ومشجعا كبيرا له للاجتهاد والعطاء. أما بخصوص دروس الدعم فيجب التمييز بين نوعين منها، الأول الدعم التربوي وهو ما يقوم به الأستاذ مع بعض التلاميذ المتأخرين في دروسهم، والساعات الإضافية التي لا يمكن اعتبارها دعما خصوصيا لأنها تتم خارج الفصول الدراسية إما برغبة من التلاميذ أو بضغط من أولياء أمورهم. فالدعم في دلالته التربوية هو نتيجة لعملية التقويم التي يقوم بها المدرس، وهذا التقويم ليس الهدف منه النقاط التي يحصل عليها التلميذ فقط وإنما هو محاولة للإجابة عن مجموعة من الأسئلة من بينها: لماذا لا يتفوق التلاميذ المعنيون بالدعم في مادة أو مواد معينة؟ هل بسبب ضعف في التركيز أو الانتباه أم المشكل ناتج عن علاقة تواصلية مع المدرس تجعله لا يتفاعل مع المادة؟ إن بعض المدرسين مازالوا يعتمدون طرق قائمة على التمييز بين التلاميذ وعدم اعتماد ما يسمى بالتعليم التعاوني وبيداغوجيا الخطأ، وفي المقابل نجد غيابا في طرق التنشيط مما يولد مللا لدى نسبة معينة من التلاميذ. إن الحكم بتراجع مستوى استيعاب التلميذ المغربي هي أحكام مسبقة وجاهزة في ذهن الأستاذ وهي صادرة عن مقاييس ذاتية، يجب فتح التلميذ على الأنشطة التعليمية التعلمية تشجعه على البحث والتنقيب والاحتكاك المباشر بالمعلومات مما يجعله أكثر استفادة منها ويدخله في تواصل مباشر مع المجتمع من خلال عملية البحث عنها أو مع أسرته إذا تعلق الأمر ببحث تاريخي مثلا، وعرضه في القسم الذي يصير فضاء مفتوحا للتواصل مع زملائه وأساتذته. فالتعليم اليوم يجب ألا يكون أسير الحجرات الدراسية، بل يجب أن يجعل من التلميذ مساهما ومشاركا في بناء العمليات التعليمية التعلمية وهذا هو جوهر التدريس بالكفايات.