بشر رسول الله - عليه الصلاة والسّلام - جماعة من أصحابه بالجنة، وكانت بِشارته لهم مبنيَّةً على أفعالٍ امتازوا بها عن غيرهم، وما وصلوا لذلك بيسير عملٍ أو بقليل جهد، ومع ذلك فإنّ الله عزّ وجل اصطفاهم لتلك البشارة لحكمةٍ يعلمها وحده جلّ وعَلَا. وقد جاء ذكر هؤلاء العشرة في نصِّ واحدٍ من حديث رسول الله - عليه الصّلاة والسّلام - فعن سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ: (أشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: عَشْرَةٌ فِي الْجَنَّةِ: النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَلَوْ شِئْتُ لَسَمَّيْتُ الْعَاشِرَ, قَالَ: فَقَالُوا: مَنْ هُوَ؟ فَسَكَتَ, قَالَ: فَقَالُوا: مَنْ هُوَ؟ فَقَالَ: هُوَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ).