لا شك أن المقدمات الكلاسيكية التي تفتتح بها المقالات والندوات و المحاضرات ، والتي تمدح الشباب بكونه عماد الامة و مستقبلها ، ولا شك ايضا أن خرجات الساسة و التي عادة تمدح الشباب ، خصوصا و نسبته المهمة في المجتمع المغربي ، مقدمات لم تعد ذي جدوى خصوصا و السخط العارم الذي بات الشاب المغربي يعبر عنه ، بسبب قلة الفرص و الإمكانيات التي وعد الدستور بها ، و صار الوفاء بها علم مؤنث . إنني اومن ان الشباب ليس أولوية في المخططات السوسيو إقتصادية و السوسو ثقافية للحكومات المتعاقبة، إلا إذا كان الغرض منها مكافأة الرفاق بتمرير صفقات عرفانا بالمجهودات ، إما دعما في الحملات الإنتخابية او لتنازلات حزبية سياسية ، وكلا الامرين مر .
ستماثلني الشك و اليقين معا ايها القارئ الكريم ، عندما تلاحظ ان المراكز السوسيو رياضية للقرب ، بتنفيدها لنظام سيكما ، همشت الشباب في مجال الرياضة و الترفيه ، بعد تطبيق الأداءات مادية باهضة ، كما هو الحال ايضا لملاعب القرب التي صارت إلى اليوم اطلالا ، تؤرخ إلى حقبة نهبوية دون اي محاسبة ..
لن انسى و اذكر كذلك بملائمة التكوين مع سوق الشغل ، مع التحفظ على هذه الاخيرة ، والتي تبرز فشل المنظومة و حتى الدراسات و المخططات الاستراتيجية ، التي بدل أن تجعل من الشباب مشاريع ناجحة تفيد و تستفيد ، جعلت منهم مشاريع فاشلة عبء على الاسر و الدولة و المجتمع ، همها الوحيد و تفكيرها منشغل فقط بالمرور الى الضفة الأخرى و معانقة الحلم الاوربي .
إن واقع الحال يفرض على كل من يتاجر بهموم الشباب ، مراجعة اوراقه و ذلك بملائمة التكوين متطلبات المرحلة ، حيث لا يعقل في مدينة كإفران حيث المنطقة السياحية بإمتياز لا تتوفر فيها فصول في التكوين المهني خاصة بالفندقة والسياحة تساهم و لو بالقليل في الإبقاء على شباب إفران في مدينتهم او بالأحرى التقليص من النفقات .
إن كون إقليمإفران سوق فاشلة للشغل و التشغيل ، يجعل من شبابها يحزمون حقائبهم نحو مدن الشمال و الشمال الغربي بحثا عن فرص جديدة ، او التوجه إلى بلدان الخليج العربي بعد ان ضاقت بهم الأرض بما رحبت (..). مما يجعل منه مقبرة للشباب دون الحظ في في التواجد بين إحدى الطائفتين .
الشباب المقاول بدوره و نظرا للصعوبات و الإكراهات و غياب الدعم ، لا يجدون سوى التخلي عن حلم ريادة الاعمال (...) . ولعل العائق الاكبر غياب اي فرصة للإستثمار محليا ، بالإضافة إلى اعتماد الفاعل السياسي و الإداري بمجرد تقلده منصب المسؤولية منطق الصفقات بدل ، منطق تنفيد البرامج وفق الجدولة الزمنية .
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل و لكفاءات ، مؤسستان خلقتا لدعم قدرات الشباب في مجال ريادة الاعمال و خلق المقاولة ، و محاربة الفقر و الهشاشة في صفوف الشباب الراغب في تحسين الوضعية ، إقتصاديا و اجتماعيا ولعل الموضوع سبق و تناولته في محطات سابقة (...). ولا بأس في إعادة الاشارة ، بضرورة جعل قضية الشباب اولوية ، بدعم مشاريعهم و صقل قدراتهم ، هذا إلى جانب ضرورة إعادة النظر في تشكيلة اللجان الإقليمية و الجهوية و تطعيمها بطاقات شابة ، بالإضافة إلى تفعيل اسس الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة .
ان المادة الدستورية الجديدة بما تتضمنه من فصول اعطت اهمية كبيرة للشباب ، خصوصا تلك المتعلقة بالمجلس الاستشاري للشباب ، بالإضافة إلى حث السلطات العمومية لدعم قدرات الشباب .
فهل تعمل سلطات العمومية على دعم قدرات الشباب ؟ وهل من تدابير جديدة لتفعيل الكلمات على ارض الواقع (...) لمواجهة ازمة البطالة المتفاقمة (...)، وهل من تدابير عملية لمناهضة السياسة اللا مسؤولة في قطاع التكوين المهني ؟ ، وبالتالي القطع مع المقررات المهترئة و استبدالها بأشكال جديدة للتدريس تواكب التطور خصوصا مجال المعلوميات و البرمجة المعلوماتية ، أليس من حق شباب المغرب بصفة عامة و شباب إفران ، الحصول على مقرات شبابية دور شباب دور ثقافة ملاعب قرب (...) ، ألم نصل بعد إلى درجة القطع مع الزبونية و المحسوبية و سياسة من ارسلك ، التي تعكر صفو الإدارة الحديثة التي تتغنى بها الدولة المغربية . ألا يستحق إقليمنا العزيز لقبا افضل من مقبرة الشباب ..؟؟