عرفت جهة العيون الساقية الحمراء، خلال سنة 2017، مواصلة انجاز مجموعة من المشاريع التنموية بوتيرة مطردة، من شأنها أن تحدث تحولا عميقا على المستوى التنموي في مختلف المجالات بهذه الجهة، وجعلها قطبا رائدا على المستوى الجهوي والدولي. وتعزز المسلسل التنموي بهذه الربوع بإطلاق مجموعة من المشاريع الكبرى والمهيكلة، والتي تندرج في اطار الديناميكية الجديدة التي كرسها النموذج التنموي الجديد بالاقاليم الجنوبية للمملكة، الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس سنة 2015 بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء. فقد مكنت الزيارة الأخيرة للجنة القيادة والتتبع التي ترأسها وزير الداخلية من الوقوف على سير أشغال هذه المشاريع، والتي استفادت منها جميع القطاعات بهذه الجهة، في اطار عقدة البرنامج للتنمية الجهوية ( 2016/ 2021)، والتي رصد لها غلاف مالي يقدر ب 41 مليار و600 مليون درهم، قصد تمكين هذه الجهة من تعزيز مسارها التنموي. فمشاريع البنيات التحتية للطرق، و السياحة، و الثقافة، و الطاقات المتجددة، و التعليم و الصناعة التقليدية، والفلاحة، و الصحة، والبيئة، سواء ما يوجد قيد الانجاز أو في مرحلة متقدمة من الدراسة، تبشر بمستقبل واعد لهذه المنطقة. ومن بين المشاريع الرئيسية التي يجري تنفيذها حاليا الطريق السريع تيزنيت- العيون، وتوسيع الطريق بين العيون والداخلة، على طول ألف كلم و115 متر، بتكلفة قدرها 8 ملايير و500 مليون درهم، سيتم انجازها على مرحلتين، الأولى تهم تثنية الطريق التي تربط مدينتي تزنيتوالعيون على مسافة 555 كلم، فيما تشمل المرحلة الثانية توسيع الطريق الوطنية التي تربط العيون بالداخلة إلى 9 أمتار ، على مسافة 560 كلم. وفي القطاع الفلاحي ، تم تخصيص اعتماد مالي يقدر بحوالي 465 مليون درهم لتهيئة مشروع هيدرو فلاحي على مساحة 1000 هكتار باقليم بوجدور، يسعى بالأساس الى تنمية وحدات إنتاج الخضروات، والحليب بجماعة اجريفية الواقعة على بعد 160 كلم جنوب شرق مدينة بوجدور. اما بالنسبة لقطاع الفوسفاط، الذي تبلغ الاستثمارات المتوقعة بشأنه ما قيمته 16,8 مليار درهم، فيسعى مشروع فوسبوكراع للتنمية الصناعية إلى تثمين منتوج الفوسفاط محليا، ودمج كل حلقات سلسلة الإنتاج ذات الصلة إلى غاية مراحل التسويق عبر الميناء المعدني والكيماوي الجديد، حيث سيمكن التثمين الأمثل لهذه الموارد من استفادة الساكنة من خلق 1270 منصب شغل. وبخصوص قطاع الصحة فسيتم إنشاء مستشفى جامعي بغلاف مالي يقدر ب مليار و 200 مليون درهم ، بالإضافة الى مشروع تكنوبول بجماعة فم الواد بقيمة مالية تصل الى مليارين درهم ، والذي سيشكل قطبا للتدريب والتطوير والابتكار التكنولوجي والثقافي. وفي مجال الطاقات المتجددة، يتم إيلاء عناية خاصة لتنفيذ مشروعين لتنمية الطاقة الشمسية في مدينتي العيون وبوجدور. وبالإضافة إلى ذلك، هناك مشاريع أخرى مختلفة تهم حماية مدينتي العيون وبوجدور من الفيضانات، التطهير السائل لمدينة العيون (إعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي، ومعرض مياه الأمطار)، و التطهير السائل لمدينة طرفاية. وفيما يتعلق بالصناعات التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، فقد تم الانتهاء من الدراسات الخاصة بإنشاء مركزين للدعم التقني، أحدهما مخصص للنجارة والآخر للصناعة التقليدية بالعيون، الى جانب إحداث منطقة للأنشطة الحرفية، ودارين للمرأة الصانعة التقليدية ببوجدور والعيون. وتهم المشاريع المتعلقة ببرامج التأهيل الحضري المدرجة ضمن عقد البرنامج الخاص بالجهة، والتي رصدت لها كلفة مالية تقدر ب مليار و 625 مليون 440 الف درهم، 70 مشروعا بجماعات العيون، والمرسى، والدشيرة، وبوكراع، وفم الواد، والسمارة. وسيمكن تفعيل البرنامج التنموي الجديد للاقاليم الجنوبية ،الذي رصد له غلاف مالي يقدر ب 77 مليار درهم ، من فتح آفاق واعدة لكافة المناطق الجنوبية للمملكة، سواء في المجال الاقتصادي أو الاجتماعي، وذلك بالنظر لما يتضمنه من مشاريع ضخمة في مجال البنيات التحتية، والصحة، والتكوين المهني، والصناعة، والفلاحة، والصيد البحري، وغيرها من القطاعات. كما يسعى هذا البرنامج بالأساس الى خلق دينامية سوسيو- اقتصادية تستثمر مؤهلات المنطقة ومميزاتها، بمشاركة فعالة للساكنة بالأقاليم الجنوبية ، قصد تحقيق تنمية مسؤولة ومستدامة تعتمد التوازن بين هدف خلق الثروات، واساسا منها إحداث فرص الشغل لفائدة الشباب وحاملي الشهادات من جهة، والتهيئة الترابية المستدامة وحماية البيئة من جهة اخرى ، وترتكز على مبدأ التماسك الاجتماعي والنهوض بالثقافات الجهوية والمحلية.