تتابع الصحافة الإسبانية هاته الأيام باهتمام كبير محاكمة عدد من الجهاديين المجنِّدين للشباب في صفوف الجماعات المتطرفة في سوريا والعراق ومالي... من بين هؤلاء يَبرُز مُجَنِّد مغاربة داعش والنصرة رقم 1 في السنوات الأخيرة... إنه الإسباني رفاييل مايا والذي سمى نفسه غداة إسلامه مصطفى مايا والمعروف بأبي سفيان، مُقعد على كرسي متحرك، ومتزوج بمغربية، ويقيم معها بمنطقة العروي قرب الناظور، قبل أن يغادرها نحو مليلية فارّا من الأمن المغربي في 2012. مصطفى مايا أو أبو سفيان تزعم شبكة لتجنيد المقاتلين في شمال المغرب والجنوب الإسباني، وكانت من انشط الشبكات قبل أن يتم تفكيكها في 2014. واعترف مايا خلال جلسة محاكمته أول أمس الإثنين بمدريد، أنه أرسل جهاديين مغاربة وإسبان لداعش والقاعدة وجبهة النصرة بعدد من بؤر التوتر، وكشف أنه كان يستقدمهم لمدينة مليلية المحتلة، حيث يبحث لهم عن عمل، وبالموازاة مع ذلك يُلحقهم بمدارس قرآنية بالتراب المغربي، قبل أن يُرَحِّلهُم في مرحلة ثانية لمناطق النزاع. مايا الذي جند حوالي 200 مقاتل ينتمون بالأساس للمغرب وفرنسا، كان يوجههم لسوريا والعراق وليبيا ولمنطقة الساحل، قبل أن تتمكن السلطات الإسبانية من إعتقاله في مارس 2014 بتعاون مع نظيرتها المغربية.