العيش مع تقدم العمر، وقضاء حياة خالية من المنغصات، أمر يتمناه كل إنسان، ولبلوغ هذه الغاية يجب اتباع وتطبيق عشرين من التوجيهات الجيدة والمفيدة للجسد، والتمسك بممارستها بشكل صارم يساعد في الحصول على الصحة الجيدة حتى في سن متاخره. البحوث الأخيرة حول كيفية إطالة الحياة توضح أن المزاج المعتدل يومياً يستمد من معطيات المجتمع المحيط من أصدقاء وأقارب وجيران، الأحاديث والمناقشات وحتى استهلاك الثوم يمكن أن يمنح فرصاً كبيرة لزيادة الصحة الجيدة مهما تقدم العمر.
وهناك دراسة حديثة عن الاكتشافات الجديدة في مجال العادات العملية التي يجب تبنيها منذ الآن وابتداء من الشتاء الحالي، للحصول على حياة مديدة خالية من المشاكل الصحية المزمنة.. أكدت أن تبني العادات الصحية الجيدة يمكن من جعل سنين عدة من حياة الانسان بدون أي أدوية ولا حتى تعب زائد..ويجعل العظام الضعيفة الشائخة أقوى مدهش أن يستمر العمر في الزيادة فكل أربع سنوات يزيد عمرنا سنة كاملة!..
. هذا الموقف لم يسبق له مثيل في تاريخ الإنسانية كلها. لذلك يمثل المسنون حركة ديناميكية متوقعة ومحسوسة عالمياً ولا يمكن مجاراتها. كل ما سبق قوله وكل ما قدمنا من أرقام يعكس العدد الكبير من الدراسات التي أجريت حول الموضوع والاهتمام البالغ الذي يحيط بهذا الأمر معظم هذه الدراسات والبحوث تقوم باقتراح وتخمين التصرفات والعادات المريحة التي تبنيها في حياة الإنسان اليومية حتى يتمكن من العيش بصحة جيدة مهما تخطى سن الشيخوخة لذلك فإن هذه الدراسات توضح بعض القواعد التي يجب تطبيقها حسب ما ينصح به المتخصصون الأمريكان في هذا الشأن. حيث تعتمد هذه القواعد أساساً على فكرة إعادة الاتصال مع قواعد وأساليب حياتنا في السابق. أي يجب إعادة استخدام القواعد الأصلية التي تتماشى مع العمل الصحي لجسد الإنسان. العيش كما في الماضي على الطبيعة بدون مواد كيماوية حافظة في الغذاء وبدون تلوث الهواء وماء الشرب. أوما يعني الرجوع إلى الأصل حتى نتمكن من بلوغ المستقبل بصورة أفضل. هذه الأصول هي عبارة عن مجموعة مركبة من عشرين وصفة علمية طبية: (علم الطب وعلم مظاهر الشيخوخة الجسدية، الذهنية والاجتماعية وعلم الخلايا الوراثية). . الطرق الصحية
* أولا السكن في الريف: في فرنسا الغالبية العظمى من كبار السن تعيش في الريف وخصوصاً في المناطق الريفية البعيدة عن المدن كما يوضح التعداد السكاني الأخير الذي قام به المعهد القومي الفرنسي لدراسة السكان. من الملاحظ أن النساء يمثلن العدد الأكبر من هؤلاء المعمرين الذين يتواجدون في الجانب الغربي والجانب الجنوبي الغربي من فرنسا. . *ثانيا: التمسك بسبل الراحة: مراقبة التدفئة المركزية، التخلص من المياه القذرة أول بأول، مراقبة صلاحية الأغذية وسائل حفظها في درجات الحرارة المناسبة في الظروف الصحية الجيدة مع مراعاة عدم إهمال التفاصيل التي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، الجدية في حماية الطبيعة والبيئة المحيطة بنا. هذه الإجراءات تساعد في دفع وإبعاد الأمراض وحتى التخلص منها نهائيا ومن ضمن هذه الأمراض الشيخوخة بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية فإن كل هذه التطورات الصحية في مجال النظافة وحفظ الأطعمة والعادات الغذائية والتطور في مجال علاج الأمراض. كل ما سبق يفسر أسباب الصحة الجيدة في تقدم العمر بالنسبة لسكان العالم الغربي وفي المقابل في الجانب الآخر من العالم نجد البلدان النامية التي تفتقد كل هذا التطور في المجال الصحي وفي مجال حفظ البيئة، التي إذا حافظنا عليها نحافظ على صحتها وتضمن لنا العمر المديد بدون مشاكل صحية عويصة. *ثالثا الحصول والحفاظ على الأصدقاء: ممارسة حياة اجتماعية طبيعية والمحافظة عليها يبدو كشرط مهم من الشروط اللازمة لضمان حياه طويلة وعمر مديد هذا ما تورده البحوث الإيطالية التي أجريت في هذا الشأن حيث توضح أن التواصل الأسري والتعاضد الاجتماعي بالإضافة إلى نشاطات المراكز الاجتماعية كل هذا يساهم في تقوية الرغبة في الحياة وتعطي سبباً للاستمرار في العيش والالتفات والاهتمام بالآخرين كما تخلق مناخاً نفسياً جيداً وصحياً مما يساعد على تقوية وسائل الدفاع الحيوية ضد الأمراض وضد الشيخوخة. * رابعا الرغبة في المستقبل: أوضحت دراسة فرنسية أجريت لصالح إحدى المجلات الموجهة والمهتمة بالمسنين أن الأمل في المستقبل والرغبة في تحقيق ووضع الخطط وتنفيذ المشروعات الشخصية مع الشعور بالرغبة في الحصول على السعادة والشعور بالبهجة كما أن ممارسة الرياضة حتى بصورة خفيفة يساعد على الحفاظ على النشاط والحركة. الحفاظ على العلاقة الزوجية حتى سن متأخرة يغذي الشعور بغريزة البقاء، مما يطيل العمر ويمد الحياة إلى ما شاء الله. * خامسا الخروج والتنزه كل يوم: التعرض إلى ضوء النهار والبقاء تحت الشمس كل يوم ولكن بصورة معتدلة لمدة ربع ساعة كل يوم يكفي بصورة تامة فالتعرض إلى ضوء النهار يساعد على جمع وتخزين الطاقة الضرورية للجسد مما يساعده على المقاومة وبذلك يشيخ بصورة اقل وبحركة بطيئة. هذا ما تكشفه الدراسة الأمريكية التي قامت بها وزارة الصحة الأمريكية والتي تنصح وبشدة بالخروج كل يوم حتى لمدة قصيرة للقيام بنزهة صغيرة. * سادسا المؤانسة والحديث: يقول العلماء اليابانيون إن المحادثات والمناقشات الطويلة والخفيفة بهدف الدردشة والمؤانسة تساعد على خفض مستوى الضغط وتمنع التعرض المستمر للتوتر العصبي. فالحديث والمؤانسة لا يتطلبان مجهودا عقليا كبيرا ولكن مع ذلك تنشط ملكة الخلق والابتكار لإيجاد مواضيع للحديث عن أشياء خفيفة حتى بالنسبة للمسنين المعمرين. من ناحية أخرى فإن الحديث والكلام العفوي يخلق مناخا اجتماعيا صحيا إيجابيا وضروريا للحفاظ علي الصحة النفسية والإحساس الإيجابي بالحياة فالشباب شباب القلب. * سابعا التفكير: حتى نتمكن من الحفاظ على عقل صحيح ومتنبه ويقظ. ولتجنب تردي العقل وانحدار قواه. ينصح هؤلاء العلماء بتنشيط العقل عن طريق التفكير مثال ممارسة الألعاب الاجتماعية كالشطرنج والدومينووما إلى ذلك من الألعاب. كما يجب ممارسة تمارين الذاكرة. كالحفظ عن ظهر قلب لأرقام الهاتف. وهكذا كما انه من الجيد الحديث عن المواضيع المجردة كالفلسفة وعلم النفس. إذاً ممارسة الشطرنج وتمارين الذاكرة تمثل جزءاً من نظرية رياضة المخ وهي عبارة عن أسلوب لتنمية وتطوير النشاط العقلي عن طريق التمارين العقلية البسيطة كالألعاب لتنشيط الذكاء والعقل. * ثامنا: الحركة: ممارسة الفلاحة في حديقة المنزل أوفي البستان أو أي مكان آخر، القيام برعاية المنزل، أوبكل بساطة الخروج للقيام بالمشتروات كل هذه التحركات تؤمن العمل والنشاط الحيوي والشباب لجسم الإنسان. هذا ما أثبتته مؤخراً إحدى الدراسات الأوربية الموجهة للمساعد ة في تعريف وتحديد السياسة التي يجب تبنيها للحد من قلة الحركة في المجتمعات الحديثة التي توفر كل الاحتياجات للجميع حيث لا يحتاج سكان المدن آلي الحركة لممارسة حياتهم، حيث يأخذون السيارة للقيام بمشوار قصير بدلا من المشي. لأن التمسك بوسائل الراحة مع تقليل النشاطات إلى الحد الأدنى حتى لا يستهلك الفرد حياته ويحافظ على قواه، يؤدي في النهاية إلى نتائج عكسية فإن عدم الحركة والنشاط الدائم يؤدي إلى زيادة الشيخوخة المبكرة جدا. العمل المشي ممارسة الرياضة باختصار الحركة الدائمة تطيل العمر. * تاسعا: المداومة على شرب الماء: يجب المداومة على شرب الماء ومن الأفضل في الصباح عند الاستيقاظ فالماء يساعد الجسد على التخلص من المواد الكيميائية وغسل السموم والمواد السمية التي قد تدفع النظام الحيوي لنشاطات تضر بنظام المناعة على المدى الطويل مما قد يساعد على الإصابة بالأمراض المعضلة. *عاشرا: الآكل الجيد: حسب ما يقول العديد من الخبراء فان النظام الغذائي الذي يسمى نظام كر تواز ( وهويركز على أكل الفواكه الخضروات زيت الزيتون ) يبدومن افضل الوسائل لمحاربة الشيخوخة المبكرة. فهذه المواد الغذائية هي الأفضل للحفاظ علي الجسد وشبابه ضد بيت الداء المعدة. ومن أحدث الدراسات في هذا الشأن دراسة فرنسية، لاحظت أن الأشخاص المعمرين يأكلون الفواكه والخضروات اكثر من غيرهم. * احدى عشر الشعور بالجوع: مغادرة مائدة الطعام مع الحفاظ على البطن نصف ممتلئة يخفف من الضغط على المعدة والجسم بصورة عامة، وبذلك يقوم الجسم باستخدام مخزونة من الدهون وهذا هوالسر والعملية المثالية للحفاظ على الشباب. استهلاك الدهون المخزونة يساهم في حفظ الشباب، هذا ما كشفته مؤخرا التجارب التي أجريت في استراليا على بعض الفئران الخاضعة على أنظمة غذائية قليلة الدهون. حيث عاشت هذه الفئران مدة أطول من الفئران الأخرى التي لم تتبع نفس النظام الغذائي مع ذلك يجب الحذر فالواجب عمله هوعدم الإسراف في الأكل والاقتصاد وليس التجويع وعدم الأكل الذي يؤدي إلي نتيجة عكسية كمشكلة سوء التغذية. * ثاني عشر أكل الثوم: العلماء الصينيون اكتشفوا آن الثوم يساعد على العيش من دون شيخوخه بفضل القيم الغذائية الجيدة الموجودة فيه حيث يحتوي علي فيتامينات مضادة للبكتيريا وهومضاد لمنع تخثر الدم ومضاد للجراثيم التي قد تصيب الجسم عن طريق الدم وغيره. وباختصار أكل الثوم مفيد للغاية لصحة الجسم. * ثالث عشر: الحلزون: بحسبما يقول الباحثون الفرنسيون فإن أكل وتناول الحيوانات الصدفية البحرية يساعد على تنشيط الخلايا الضعيفة والشائخة وعلى إعادة بنائها والأكثر من ذلك تناول هذه الصدفيات يساعد على حماية القلب والشرايين. * رابع عشر: أكل الكرز: يعتبر الكرز الطعام الأكثر غنى وثراء في عالم النبات بالمواد الغذائية المضادة للتأكسد. هذا ما تؤكده الجمعية الفرنسية للتغذية ان استهلاك الكرز ناضجاً وطازجاً يعتبر شرط أساسياً للاستفادة من قيمته الغذائية. * خامس عشر: التقليل من المشروبات الغازية: يؤكد الأطباء الأمريكيون أن استهلاك المشروبات الغازية يسرع من عمليه ضعف العظام التي تشيخ بصوره مبكرة وتضعف أيضا الهيكل العظمي وتضعف مقاومته ويصبح قابلاً للكسر. كما ان العديد من الدراسات تشير إلى ان خطر التعرض للكسور يتضاعف لدى الأشخاص الذين يتناولون المشروبات السكرية أو الغنية بالسكر بصورة منتظمة. * سادس عشر :ممارسة الرياضة: يعتبر العلماء الأمريكان أن ممارسة فنون الرياضة المختلفة لها رد فعل مباشر وأساسي على عمل أعضاء الجسم كعامل هام لصحة العضلات القلبية وتدفق الدم وصحة الشرايين ولها آثر مهمة في شباب هذه العضلات القلبية. كما ان ممارسة الرياضة يعترف بها كعامل مساعد لصحة القلب، ولا يجب إهمال التأمل الذي يساعد علي خفض التوتر والهدوء. * سابع عشر: التنفس بعمق: زيادة كمية الأوكسجين في الرئة والتنفس بعمق يساعد على إيقاف وتعطيل عملية تأكسد الخلايا الذي يؤدي بدوره إلى سرعة شيخوختها. هذا ما يشرحه العلماء الأمريكان الذين ينصحون بشدة بممارسة عملية التنفس العميق والطويل بصورة منتظمة ودائمة ، أساس هذه العملية يقوم على التنفس العميق أي الشهيق ببطء ولمدة طويلة لأكبر كمية ممكنة من الأوكسجين ثم الزفير بعمق أيضا لإخراج كل الهواء من الرئة وهكذا. * ثامن عشر: الشعور بالتفاؤل: العلماء اليابانيون المختصون بالشيخوخة يعتبرون أن الخوف من المستقبل يقلل ويحد من مقدرات الجسم العضوية على الشفاء من العلل مما يجعل من أجساد هؤلاء المسنين أرضاً صالحة لكل الأمراض، مع أن الكثير من المعمرين أصيبوا بالأمراض ولكنهم تمكنوا من هزيمة الأمراض والضعف لأن المقدرة على الشفاء تكمن في القوة والايجابية ،للعيش بتفاؤل بالغد الأفضل. * تاسع عشر: الهدوء والسكينة: إن الأفراد الذين يبدون الشعور بالهدوء والسكينة أمام الظروف والمواقف الصعبة يعيشون مدة أطول من الأفراد الذين يشعرون بالحزن ويتملكهم القلق الشديد لمدة طويلة ولا يحاولون التخلص من هذه المشاعر السلبية، فالأفضل من كل ذلك محاولة الشعور بالبهجة والسعادة التي تعطي المقدرة على تخطي المصاعب وتسليم الأمر إلى الله الذي يساعد على تخطي المحن ونسيانها سريعا أوتقبلها كما هي بدون أسف وحزن وتذمر. وللسعادة اثر كبير في عمل جسم الإنسان وتقلل من فرص إصابته بالأمراض المزمنة. كما أن للسعادة أثراً كبيراً على الروح والجسد. وللتمكن من العيش حتى سن ( الاعمار بيد الله) يجب الراحة والرضا دائما.