لا حديث لساكنة القصيبة اقليمبني ملال سوى عن إقدام احدى الثانويات على طرد تلميذة تتابع دراستها في سلك الأولى بكالوريا بسبب "الطبلية". وفي تفاصيل الخبر صرح والد التلميذة ل"أخبارنا" بأن ابنته كانت ترتدي وزرة قصيرة ومنعها مدير المؤسسة من الدخول طالبا منها تغيير الوزرة بأخرى تكون طويلة ، وهو ما فعلته التلميذة التي استعارت وزرة من زميلتها خارج المؤسسة وعادت لتتفاجأ بأن الحارس يخبرها بأنه تلقى أمر من المدير بعدم السماح لها بالدخول، وهو ما لم تستسغه فدخلت بالقوة ووجدت أمامها المدير الذي دخل معها في مشادات وأخبرها أنها مطرودة وعليها المغادرة.وفق تصريح والد التلميذة.
وحسب الأب فقد انعقد مجلس تأديبي قرر طرد ابنته بشكل نهائي ، دون أن يتم إخباره بما وقع أو استدعاءه من طرف المؤسسة أوالاستماع له أو لابنته.ليتصل بالمدير الذي أخبره بأن التلميذة دفعت باب المؤسسة وأصابت الحارس الذي سقط أرضا ، ورغم توسل الأب للصفح عن ابنته إن هي أخطأت "ولاحو عليهم لعار وداو سكر" أخبره مدير المؤسسة أن السيف سبق العدل والادارة ستتنازل عن متابعتها قضائيا لما وقع مع الحارس، لكن تقرر طردها بشكل نهائي. يقول أب التلميذة.
ووفق ما جاء على لسان الأب فابنته دخلت في أزمة نفسية جد حادة ، وترفض الأكل ، وأصبحت أسرتها تخاف عليها من أن يصيبها أي مكروه ، وكل ذلك بسبب قرار لم يراعي المذكرة الوزارية التي دعت الى تطبيق عقوبات بديلة عن الطرد ، وأن التوقيف النهائي يكون هو الحل الأخير.
وتقدم والد التلميذة بشكاية الى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ، والى جمعيات حقوقية ، مستعطفا الرفق بفلذة كبده وعدم تضييع مستقبلها لاسيما وأنها لم يبقى لها عن البكالوريا سوى سنة واحدة ،وأعلن أنه مستعد أن ينقلها إلى زاوية الشيخ أو تادلة أو بني ملال لتدرس بعيدا عن المؤسسة المتواجدة بالقصيبة نزولا عند رغبة المدير ،ليتساءل :" ماشي معقول لبنت تقرا عمرها كامل وبسبب طبلية يخرجو عليها وحتى الى غلطات يغايرو ليها المؤسسة ماشي يطردوها ".
وفي اتصالنا بمصدر عليم فضل عدم ذكر اسمه داخل الادارة ببني ملال أكد أن المجلس التأديبي اتخذ قرارا لا رجعة فيه ، وأن هناك أشياء أخرى أبرزها اعتداء التلميذة على الحارس وكان ذلك وراء طردها أما قضية "الطبلية" كانت فقط النقطة التي أفاضت الكأس .مردفا أن مدير المؤسسة لم يظلمها.
وفي اتصالنا بأحد الفاعلين الجمعويين بالمنطقة عبر عن استيائه البالغ من قرار طرد التلميذة ، وأكد أن بعض الجمعيات بالقصيبة ستدخل على الخط منها جمعيات حقوقية ، وستترافع عن التلميذة لتعود للدراسة ولو بعيدا عن مؤسستها ، حيث أن ذلك حق من الحقوق التي يكفله لها الدستور المغربي ،وحتى مذكرة وزارة التعليم دعت المجالس التأديبية الى تفادي الطرد وفرض عقوبات بديلة كالبستنة وتنظيف المؤسسة ووو.
ففي الوقت الذي قامت الدنيا ولم تقعد بسبب طرد التلميذة التي ضبطت يقبلها زميلها ، وأعادت الوزارة النظر في قرار المجلس التأديبي وتراجعت عنه ، نرى تلميذة سيضيع مستقبلها بسبب "طبلية".وهذا ما يعتبر وصمة عار في جبين كل من وزارة التربية الوطنية و الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين اللتان وجب عليهما والمفروض فيهما ضمان مستقبل التلميذ وزجره وعقابه بعقوبات بديلة داخل المجالس التأديبية كما نصت على ذلك المذكرة الوزارية، لاسيما وأن هذه التلميذة لم تقترف أي جريمة داخل المؤسسة.