الذي انتظره المغاربة لم يعد أن يكون مجرد زوبعة في فنجان خاصة و أن الشعب الذي يعاني من سياسات حكومية مجحفة تمس معيشه اليومي لم يستطع أن يفهم كيف تسري عليه سياسة التقشف و لا تسري على سياسييه و برلمانييه و أغنيائه . الزلزال السياسي الذي ينتظره المغاربة هو ذاك الذي يربط المحاسبة بالمسؤولية بشكل يومي و يعيد زمام التحكم في الثروة إلى الشعب و ليس في يد فئة قليلة محظوظة ، إنه الزلزال الذي الذي يصون كرامة العامل و الموظف و المتقاعد و كل فئات الشعب و يعيد مفهوم خدمة المواطن كمبدأ و نهج . إنه الزلزال الذي يرسي مبادئ الحكامة و ليس التحكم في كل ميادين الحياة .
الزلزال السياسي الذي يطبَل له من المفروض أن يكون منهجيا و أن يعيد للحياة السياسية طعمها عبر أحزاب تحترم نفسها و تحترم مناضليها و برامجها . إن أول رجة يجب إحداثها هي القطيعة مع كل أشكال التلاعب في الحياة السياسة و خلق كيانات لا طعم و لا مذاق سياسي لها يؤتى بها للتشويش و تشتيت أي أغلبية محتملة و خدمة مصالح لوبيات المال و الأعمال، فمادام عقلية الخدام و عقلية التمسح بأعتاب القصر هي الطريق الوحيد من أجل النجاح سياسيا فلن تكون هناك حياة سياسية بمعناها " النبيل "
أكاد أنفجر غيظا حين أرى في بلاد الكفر شبابا يتزعمون الأحزاب السياسة و يفوزون في الإنتخابات و أندب حظنا الذي جاء لنا بهذه الوجوه التي لا تموت سياسيا رغم فشلها بل و تصر على الخروج علينا كنوع من العقاب لهذا الشعب .
لقد ضيع المغرب على نفسه سنوات من التقدم لو أنه حقق المصالحة التامة مع ذاته و لم يقف في منتصف الطريق و لعل جيوب المقاومة الرافضة للتغيير و المتواجدة في جسم الدولة ككل هي العائق أمام كل تغيير و هم بذلك أشد خطرا على الدولة نفسها لأنهم في الظاهر يبدون الإخلاص لها و في الباطن يخلصون لمصالحهم و مكتسباتهم .