إن هذه الحقبة من التاريخ في مملكتنا المغربية هي خيار بين تحمل المسؤولية، أو مغادرة المنصب وإتاحة الفرصة للآخرين، خصوصا أن هناك بعض الشخصيات المسؤولة قدمت ما لديها منذ زمن وتوقفت بحجة أنهم يتمتعون بالخبرة، إلا أن بقاءهم في مراكزهم قد أثر وبشكل واضح على تقدم وتطور تلك الإدارات ومرافقها، وتدهور الخدمات التي تقدمها وتخدم بها الوطن والمواطن، هذا التدهور الذي تأثرت به فروع الإدارات في مدن بلادنا. أخي المواطن، أختي المواطنة، أن تقرأ عبارة كهذه ( اتقوا الله في وطنكم )، ستقول بأنك أمام جملة مقتبسة من كتاب ما، لكنها ليست كذلك، إنما هي عبارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطاباته ولقاءاته بأعضاء الحكومة بكل مكوناتها، إن هذه العبارة تحمل بعدا فكريا عظيما، وتحمل هما إنسانيا أعظم، وبين طياتها رؤية ووعي لا يضاهى، إن كل ما بأمله المواطن المغربي هو أن يتعامل معه المسؤولون بهذه البساطة، وبهذا الصدق، لأننا حينما ندخل في نية مسؤول ما مقارنة مع إنجازاته، فنحن بالضرورة نشكك فيه، ولا نؤمن بما يقوله إطلاقا، لكن الملك محمد السادس نصره الله، أعطانا درسا حضاريا وإنسانيا، باختزال لا مثيل له، فنحن لا يمكن أن نتجاهل بأن هنالك الكثير ممن يحاول امتحان الآخرين في صدقهم مع الله ومع الوطن والمواطن، فالملك هو إنسان، لا يحتاج أن ندخل في نيته لكي نتأكد مما يقول، لأنه مفطور على التضحية و العطاء بنفس راضية، لأنه يحب شعبه.
اتقوا الله في وطنكم هي عبارة تؤسس لمفهوم جديد من قبل ملكنا اتجاه الوطن والمواطن، وتفتح نوافذ جديدة للحوار والتواصل والمحاسبة، إن وعي وتواضع الملك محمد السادس نصره الله وأيده، يغرس في داخل المواطن المغربي شيئا من الحميمية في التعامل، لأن ملكنا هو إنسان واعي، ودائما تجده يتقرب من شعبه، ويتفهم مشاكلهم ومتطلباتهم، والإعفاءات التي قام بها مؤخرا نصره الله لمجموعة من المسؤولين، كدليل فهمه العميق للمجتمع المغربي، ومعرفته ما يدور في كواليس بلدنا الحبيب، فهو لا يهمه سوى سلامة الوطن ومعيشة المواطن وصحته، والمواطن لا يطمح إلى أكثر من أن يعيش بكرامة، إن هذا الوعي لا تشكله الكتب، إنه وعي يشكله بالدرجة الأولى الإيمان بالوطن وشعبه وبحاجيات ومتطلباته، نحن حقا محظوظون جدا بأن لا تقف نياتنا أمام امتحان صعب لا نجد له إجابات، فشكرا يا ملك بلادنا، لأننا على يقين أننا سنشهد تغييرا كبيرا يساهم في إدماج عناصر شابة مفعمة بالحيوية والمصداقية والجدية في العمل، لكي يساهموا في تطوير تلك الإدارات ورفع مستوى الخدمات التي تقدم، لكي ينعم الوطن ، ويحقق للمواطن حلمة بحصوله على خدمات تجعله في مصاف مواطني عدد من الدول