لوحت "البوليساريو" مجددا بحمل السلاح ضد المغرب يوم أمس الأربعاء 18 أكتوبر الجاري، حين قال نائب رئيس ما يسمى "المجلس الإستشاري الصحراوي"، أن "(الشعب) الصحراوي لم يعد قادرا على تحمل وقف إطلاق النار بسبب كل ما يتعرض له من انتهاكات لحقوق الإنسان والإختطافات والقمع داخل السجون المغربية". تصريح تزامن مع اللقاء الذي جمع ممثلين عن جبهة "البوليساريو"، و"هورست كوهلر" المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، مما طرح عدة تساؤلات حول توقيت التصريح بالتلويح من طرف الجبهة بالعودة إلى الحرب. فمن جهة، يمكن اعتبار "الجبهة" تضغط بورقة إشعال حرب بالمنطقة، في ظل التوتر الإقليمي الكبير الذي تشهده(المنطقة) مع تنامي ظاهرة الإرهاب والإتجار في المخدرات والأسلحة أو ما بات يعرف بمثلث الموت، بهدف كسب أكبر ما يمكن من المكتسبات خلال اللقاء مع "كوهلر"، حيث المنتظم الدولي والقوى الكبرى في غنى عن اشتعال توترات جديدة قد تلهب أو تربك الحسابات الجيوسياسية بالعالم أجمع...معطيات تدركها جيدا قيادة الجبهة في تعاطيها مع الأحداث بالمنطقة، تحت توجيه جنرالات الجزائر ومخابراتها. ومن جهة أخرى، يمكن اعتبار تصريح "البوليساريو" دعوة صريحة للحرب ضد المغرب، بعدما تمت محاصرتها(البوليساريو) أمميا من طرف المنتظم الدولي الذي اقتنع مؤخرا بوجهة نظر المغرب الرسمية، على الأقل من ناحية ضرورة إحصاء ساكنة تندوف والتدقيق في الأموال التي تتلقاها الجبهة كدعم لسكان المخيمات برقعة جغرافية تقع تحت النفوذ الجزائري... إضافة إلى أن النظام الجزائري، يعيش في الآونة الأخيرة مرحلة من أحلك مراحله سواء على المستوى الإقتصادي أو السياسي، حيث أسعار النفط في تهاو مستمر والنمو الإقتصادي يتدهور بشكل مخيف في الجزائر، أما من الناحية السياسية فقد ارتفعت أصوات بشكل علني تستنكر سيطرة الجيش ومخابراته على الرئاسة من جهة، ومن جهة أخرى باستمرار فرض "عزيز بوتفليقة" رئيسا للجزائر رغم أوضاعه الصحية المتردية...مما يجعل الأمور وكأنها تسير في اتجاه إشعال حرب مع المغرب للقفز على الأوضاع المتردية أصلا بالجزائر، في تطبيق صريح للنظرية الكلاسيكية في علوم السياسة المستوحاة من القرون الماضية المتعارف على تسميتها ب"ضربة المروحة". لكن الأكيد(من وجهة نظرنا)، أن الدول الكبرى لن تسمح باندلاع حرب في المنطقة، خصوصا وأن الحرب بهذه المنطقة ستفتح المجال على مصراعيه لما يسمى بمحور المقاومة وأساسا إيران للعب دور قوي، وكسب نقاط في رقعة الشطرنج الدولية، علما أن إيران تجيد اللعب في هكذا ظروف.