أكدت نتائج دراستين حديثتين أن الدهون بأنواعها الصلبة والمشبّعة ليست ضارة بالقدر الذي كنا نعتقده مقارنة بالكربوهيدرات، وحثّت نتائجهما على إعادة النظر في مقدار التوازن بين المغذيات المختلفة. وتتوالى نتائج الأبحاث التي تكتشف مزيداً من الأضرار يسببها أكل الكربوهيدرات. إذن، ما هي الكمية التي تحقق التوازن الغذائي بين الكربوهيدرات والدهون والخضروات والفواكه؟ بحسب نتيجة الدراسة التي أُجريت في جامعة ماكماستر بكندا تمت مراجعة نتائج 18 دراسة سابقة من الشرق الأوسط والأمريكيتين وإفريقيا والصين وأوروبا وجنوب آسيا، وتبين أن تناول كمية معتدل من الدهون يفيد الجسم. وكشف الدراسة أنه حتى عند تناول كمية كبيرة من الدهون تمثّل 35 بالمائة من الطاقة التي يحصل عليها الجسم من الطعام تتحقق الفائدة، وهي خفض مخاطر الوفاة المبكرة بنسبة 23 بالمائة. وبينت الدراسة الثانية أن أقل معدل خطر للوفاة المبكرة يتحقق عند أكل 3 إلى 4 حصص من الفواكه والخضروات في اليوم تزن ما بين 375 و500 غرام، وأنه يمكن زيادة كمية الفواكه فقط وليس الخضروات عن هذا المقدار لتحقيق المزيد من الفوائد الصحية للجسم. وحثّت نتائج الدراستين على أكل الخضروات نيئة لأنها أكثر فائدة من المطبوخة، وهي نصيحة نادراً ما تشير إليها توصيات التغذية الصحية الرسمية. وقد عُرضت نتائج الدراستين في مؤتمر جمعية القلب الأوروبية ببرشلونة، ونُشرت نتائجهما في مجلة "لانسيت" الطبية.