بعد حادثة الإعتداء الجنسي من طرف قاصرين على فتاة بحافلة بالدار البيضاء، والتي أخذت ابعادا وطنية ودولية نظرا لخطورتها، عمد ناشطون مغاربة لإعداد عريضة موجهة إلى رئيس الوزراء المغربي السيد سعد الدين العثماني، ووزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية السيدة بسيمة الحقاوي، وجميع أعضاء البرلمان المغربي، تروم جمع 10 آلاف توقيع، علما أن الموقعين والمنتمين لداخل وخارج المغرب قاربوا في هاته اللحظات السبعة آلاف. العريضة المنشورة على الموقع العرائضي المتخصص والمعروف "أفاز"، تحمل عنوان: لا للتحرش الجنسي في الأماكن العامة في المغرب، وتخاطب رئيس الوزراء والنواب المغاربة بالقول: نحن نتحد اليوم كمواطنين مغاربة ضد التحرش الجنسي في الأماكن العامة، كما نعبر عن سخطنا وخجلنا من شيوع هذه الظاهرة في مختلف أنحاء البلاد. نحن نطالبكم بمراجعة المادة 1/503 من قانون العقوبات لكي تتضمن بشكل واضح التحرش الجنسي في الأماكن العامة. والتأكد من تضمين المادة 13/103 كل المعايير اللازمة لحماية النساء وحقوقهن بما يتوافق مع مبادئ القانون الدولي. كما نطالبكم البدء بحملة تربوية وتوعوية من أجل إنهاء العنف ضد النساء في المغرب. وعودة للوثيقة المنشورة فقد "اعتدت مجموعة من الشبان على شابة كانت تستقل حافلة النقل العمومي، حيث عمدوا إلى نزع ثيابها عنها ولمس أعضاءها الحميمية بشكل همجي غير عابئين بصراخها وخوفها الذي لا يمكن تصوره في تلك اللحظة. لكن الفرصة متاحة الآن من أجل منع حدوث مثل هذه الجرائم في المستقبل"، وتضيف بلهجة حادة "يعتقد بعض الذكور أن بإمكانهم ارتكاب جرائم تحرش جنسي دون أن يعاقبوا عليها. لكن إن رفعنا صوتنا عالياً اليوم فقد نتمكن من دفع البرلمان نحو تمرير قانون لمكافحة التحرش الجنسي في الأماكن العامة. وهو قانون تمت مماطلة إقراره لسنين طويلة، لكن الموجة القائمة اليوم من الاحتجاجات تشكل فرصة سانحة لتكثيف الضغط وإقراره من أجل تحقيق حماية أفضل لجميع النساء في المغرب".