وضع المحلل السياسي، محمد بودن، إستقالة إلياس العماري من الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة في الميزان ، مسجلا خمس ملاحظات جوهرية على هذه الخطوة. وقال بودن في الملاحظة الأولى إن استقالة الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة يفترض أن تكون شجاعة سياسة أو اضطرار سياسي او تفاعل مع الخطاب الملكي وقد تكون كذلك مناورة مرحلية ، معتبرا في تحليله للاستقالة أنها سلوك سياسي غير معتاد وثقافة متطورة على واقع المشهد السياسي المغربي الذي لا يعترف بشجاعة الانسحاب او الاستقالة. وزاد بودن في تحليله أن قرار الاستقالة في انتظار تثبيته رسميا عبر المجلس الوطني للحزب سيحرج باقي قادة الأحزاب السياسية المعنيين بالخطاب الملكي الذين فضلوا الهروب إلى الأمام أو الانحناء للعاصفة، مشددا على أن القرار ليس سهلا، وتعبير عدد من مكونات الحزب عن رفضها بهاشتاغ ( كلنا الياس العماري ) هو تعبير عاطفي أكثر منه عقلاني لأن العدول عن الاستقالة الآن سيضاعف من أزمة ثقة الرأي العام في قرارات الساسيين وبلاغاتهم، كما أنه قد يفهم في اتجاه العدول عن التفاعل الإيجابي مع الخطاب الملكي. أما ملاحظة بودن الخامسة فقال فيها :"إن القرار يستحق القراءة ولا يمكن الانتقاص منه ولا أعتقد انه بغايات التنافس على الشعبية مع بنكيران مثلا،ومهما كان فقرار إعلان الاستقالة يحتاج شجاعة كشجاعة الإقدام، أما في حالة عدول العماري عن استقالته ورضوخه لمتطلبات المهمة وحمله على الأكتاف في المجلس الوطني المقبل فعليه تحمل نتائج خسارة الدخول لأرشيف هذه المرحلة الدقيقة".