كانت "أخبارنا" سباقة إلى نشر كل كبيرة وصغيرة حول احتجاجات ساكنة أغبالة باقليم بني ملال ، وكنا ننقل الأحداث فور وقوعها بكل أمانة وموضوعية ومصداقية وبعيدا عن التدليس وتضليل الرأي العام ، وكم تفاجأنا ونحن نشاهد ونقرأ ما تناقلته بعض الصفحات من كذب وبهتان وتسييس لاحتجاجات عفوية لساكنة جبال الأطلس الشامخة ، وكثر الحديث عن عصيان وتمرد وثورة... في الوقت الذي كانت مطالب أسود ايت سخمان عادلة ومشروعة مطالب تتلخص في تخفيض تكاليف الربط بالماء وشبكة التطهير السائل والكف عن الانقطاعات المتكررة للكهرباء ، بل هناك من ربطها بحراك الريف وذهب بعضهم الى حد ترويج أن حراك الريف أطلق سراح معتقلي أغبالة ، دون أن يذكروا أن نساء أغبالة بحت حناجرهن طيلة النهار أمام قيادة الدرك الملكي وهن يطالبن باطلاق سراح المعتقلين ، نساء كسرن حاجز الصمت وتسلحن بالراية المغربية وبشعار :" عاش الوطن وعاش الملك " ، نساء رددن :" ملكنا واحد محمد السادس " كما يظهر ذلك في الفيديو الذي لا تريده جهات أن ينشر ، رددنها أمام سرية الدرك وكلهن امل أن يطلق سراح ابناءهن، وبالفعل تآتى لهن ذلك ، وأمام تبصر وعقلانية السلطات التي تعلم جيدا وتعي بأن مطالب الساكنة مشروعة وعفوية ولا تحكمها أي خلفيات سياسية ولا يسيرها أي تيار من خارج المنطقة ، فما كان من السلطات سوى أن قررت إطلاق سراح المعتقلين ،في خطوة اعتبرها الجميع ايجابية ، ومن جهتهم وكاثبات لحسن نية قرر المحتجون تعليق احتجاجهم الى حين فتح حوار مسؤول معهم وقاموا بتسليم لمطالبهم المشروعة للسلطات مساء أمس وانتظار البت فيها من طرف المسؤولين ، وانسحبت القوات العمومية ،وعاد الهدوء إلى بلدة الشهداء بلدة أسود قبائل ايت سخمان التي طردت المستعمر الفرنسي شر طردة ، وكتبت ذلك بحبر من ذهب في كتب تاريخ المقاومة. المحتجون بأغبالة اثبتوا أنهم على مستوى عال من المسؤولية ، وتشبتوا بمطالبهم الاجتماعية العادلة بعيدا عن المواجهات ، واحتكموا للغة العقل والحوار ، وأطلقوا دعوات لسلمية مسيراتهم واحتجاجاتهم ، وأكدوا أن مواجهات بعض شبابهم مع القوات العمومية كان حدثا عابرا ، وعادوا إلى طاولة الحوار والى سلمية الاحتجاج رافعين العلم الوطني ومؤكدين للجميع تشبتهم بوطنيتهم وبوحدة وطنهم وبعدالة مطالبهم وشرعيتها.