خلال شهر رمضان ، معظم أئمة المساجد ؛ وقبيل صلاة التراويح ؛ يبلغ بهم الجشع أشده حتى ينصبون أنفسهم موزعي "صكوك الغفران" فيستغلون أريحية المصلين وصبرهم بإخضاعهم لأجواء التسول الرمضاني وابتزازهم تحت طائلة "مغفرة الذنوب" ودعم الدخل المادي الشحيح الذي يتقاضاه الإمام والقيمين على المسجد ... إنهم يسترزقون فقط مما "يجود به المحسنون" ... الخ من التعابير المضمخة بعبير الآيات القرآنية ، للاحتيال على قلوب المصلين واستدرار كرمهم ، مما يعكر نقاء الإيمان وفضاء الصلاة . ونكتفي ؛ فيما يلي ؛ بإيراد وقائع بهذا الخصوص ؛ تتردد في معظم المساجد وتتضاعف مع الاقتراب من أيام العشر الأواخر من رمضان :
وقائع تؤسس للظاهرة
1 عقب الفراغ من أذان صلاة العشاء ، يستمر انتظار إقامة الصلاة لأزيد من ثلث الساعة ليعقبها سماع قراءة القرآن نحوا من عشر دقائق .. ثم يشرع صوت يقرع آذان الحضور " السادة المحسنين ... السيدات المحسنات... ! ستطوف عليكم الأكياس بعد قليل سواء بالنسبة للرجال أو النساء .. ولمن تعذر عليه الآن نشير عليهم بوجود صناديق هنا داخل المسجد معدة لهذا الغرض .. فسارعوا إلى نيل مغفرة الله "
2 آسْيادْنا ...راهْ الله الموجودْ .. هدا الإمام والنّاسْ لّيمعاه .. مافْحالهمْ والو .. داكْ شّي دْيالْ الأوقاف راكو عارْفينو ضْعيفْ .. أوماكافيشْ .. إلا خْطاوْ المحسنين راهْ ماكاينْشْ .. الله يجازيكمْ بخير ... قبل الصلاة .. غاديينْ يطوفو عليكيمْ .. باشْ ما سخّاكومْ الله .. والله لا يضيع أجر المحسنين .."
3 بينما الأكياس تطوف بين الصفوف والقطع والأوراق النقدية تتراقص داخلها ، إذا بوشوشة تدب بين المصلين :
الثاني : " ... ينْسحبْ ... وصْلاتو مقْبولا بالنّية ... ودْنوبو ... على رقْبة الإمام لّي سبّاقْ لفْلوسْ على الصلاة .."
الثالث : " ... دابا .. قالّي عقْلي إلى زعْما هزّيتْ واحدْ لخنْشا أوبْديت نجمعْ من عنْدْ المحسنين أودرْتهم فْجيبي ... واشْ غاتْكونْ هادْ لفْلوس حْلالْ ولاّ حْرام ..؟ !.."
الرابع من الخلف : " ... جابلي الله بحالْ إلى حْلالْ ... وإلى بغيتي تتأكّد ...قْصادْ الإمام أوسوْلو ...ماشي عيبْ .. !"
حزم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
من المعلوم أن هذه الوزارة تتوفر على جيش عرمرم ، أفراده منبثون في كل المقاطعات الإدارية من كل مدينة ؛ أنيطت بهم مهمة معاينة ومراقبة فضاء الصلوات داخل المساجد ،،، وتحرير تقارير بشأنها ، ولا يخطر ببال عاقل أن هذه الظاهرة ( استجداء الإمام لعطف المصلين ) خارج تغطيتها .. وبالتالي فغض الطرف عنها يعني أن إدارة الأوقاف أو المجلس العلمي متورطة ؛ بصورة أو أخرى ؛ في هذه "البدعة" أو بالأحرى "استمالة قلوب المصلين" والتحايل على أريحيتهم ، فضلا عن إزعاج المصلين وإرباك توقيت التراويح ليمتد ثلاث ساعات ونيف .
كما أن التحجج "بهزالة مرتب الإمام" مجرد ادعاء ، ذلك أن الأوقاف خصصت له منحة تكميلية يتقاضاها عن صلوات التراويح عدا الهبات التي يتلقاها مباشرة من المحسنين وذوي الأريحية داخل المقصورة أو خارج أوقات الصلاة .