من يحكم الإمارات العربية؟ و من يسير بقطر؟ و ما حجم هاتين الدولتين مقارنة بما يحوزه بلدان الإقليم، من ساكنة و جغرافيا و تاريخ و إرث تاريخي، ليس انتقاصا لهاتين الإمارتين الصغيرتين، لكن ما نشاهده اليوم من لعب يمتهنه الساسة الصغار، متعذرين بسطوة المال و الإعلام، يبدو مشهدا مأساويا لحال أمة رهنت لجامها بأيد قاصرين... أحدهم معلقا على صراع الأمراء الصغار، قال ذهب ترامب بالمال و ترككم كملوك الطوائف تقتتلون، إمارات الطوائف ولا مقارنة، و إن ظلمتها السياسة، فقد أنصفت هي الأدب و التاريخ و الحضارة، و قد كانت بغير قوة و لا مال طوائف اليوم، بل عانت من حصار الغرب، و عزوف الشرق، و أخيرا اكتسحها المرابطون و عقبهم و ما عقبهم، و ضيع الجميع الأندلس، فلم يكتب لابن عباد و لا لإبن هود و لا ابن الأفطس و لا غيرهم، أن مكنوا القشتاليين من بغداد و لا من دمشق لا من فاس.....
الصراع الخليحي اليوم، جاء لربما لينهي سنوات اللعب، بين تيارين، أحدهما دعم الإسلام السياسي المستفيد من قومات الربيع، و الآخر استمات في دفع تبعاته، و نقم ليعيد الثورة المضادة كما سميت، فكان لأبوظبي يد في ليبيا و مصر و جنوب اليمن، و كانت أبوظبي يوما ما تهاجم تونس و المرزوقي لتطاوله على قاهرة 30 يونيو، و كانت دبي تستضيف حفتر، و كان إعلامها مرحبا بإلياس العماري، و كانت قطر كذلك من ناصري إخوان سوريا و ليبيا، و مستقبلة لإخوان مصر، و فاتحة لهم بوابات الإعلام، فلما انتهت حروب الوكالة، و غرقت بلدان كاليمن سوريا و ليبيا في أتون الحروب، و دخلت أطراف أخرى أقوى و أعظم، و لربما أكلت القصعة وحدها، وتركت الشبلين المستأسدين يرقبان من بعيد...
اليوم، بعد وصول ترامب، لربما أحيا محمد بن زايد أمل الإستقواء و الرياسة، و ليس أمامه إلا حليف و عدو، محمد بن سلمان و تميم بن حمد، و الأول يتمدد على استحياء، فأمامه ولي عهد و أبناء عمومة، و الثاني محاصر، و يلاعب بأوراق شتى، و عنده من أساليب الإزعاج، ما يؤرق بال الجارة الكبرى، و لعل تسريبات السفير إحداها، و قد يصادف هواه، حياد الكويت و تمنع عمان، غير أن الماضي القريب يخبرنا، بأن الدوحة استسلمت برضوخ للكبرى سنة 2014.
فقط لما لا يستثمر محمد بن زايد ألاعيبه في استعادة جزر الإمارات من طهران مباشرة؟