تم مساء أمس الثلاثاء بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تكريم السيدة تاسعديت ياسين، باحثة مرموقة عالميا، في مجال أنثروبولوجية المجتمعات الأمازيغية، وذلك تقديرا لجهودها وأبحاثها العلمية في مجال النهوض بالأمازيغية لغة وثقافة. وجرى هذا التكريم خلال الندوة العلمية التي ينظمها،على مدى يومين، مركز الدراسات الأنثروبولوجية والسوسيولوجية التابع للمعهد حول موضوع :"أنثروبولوجية المجتمعات الأمازيغية"،وتتمحور حول مناقشة وتقديم أعمال السيدة تاسعديت ياسين وهي من مواليد منطقة "القبايل" بالجزائر سنة 1949 ومديرة الدراسات بالمدرسة العليا للعلوم الاجتماعية بباريس وعضو في مختبر الأنثروبولوجية الاجتماعية ب"كوليج دو فرانس". وأشاد السيد أحمد بوكوس، عميد المعهد في كلمة بالمناسبة، بالمكانة العلمية للباحثة تاسعديت ياسين" التي تعتبر مرجعا مهما في الأنثروبولوجية الأمازيغية،بالنظر إلى أبحاثها المرموقة، وتأطيرها لأجيال من الباحثين الشباب في هذا المجال، والذين يشغلون حاليا وظائف مهمة في مراكز البحث على صعيد شمال إفريقيا"، مبرزا الدور الذي قامت به في مجال الدفاع والتعريف باللغة والثقافة الأمازيغيتين على الصعيد العالمي. وأكد أن السيدة تاسعديت ياسين تعتبر، إلى جانب المفكرة المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي،نموذجا فريدا للمرأة المغاربية المثقفة التي قدمت تضحيات جسام في مجال الدفاع عن هذه المجتمعات وثقافتها. من جهته، قال السيد علي أمهان، باحث أنثروبولوجي، إن تاسعديت ساهمت بجهودها وأبحاثها في تمكين الأنثروبولوجيين المغاربيين والأجانب، من دراسة وفهم المجتمعات الأمازيغية، بأكبر مدرسة في العلوم الإنسانية على الصعيد العالمي. وخلص إلى أنه يمكن اعتبار السيدة تاسعديت "خليفة" الراحل مولود المعمري، الكاتب ورائد اللسانيات الأمازيغية الذي أسست معه منذ سنة 1985 مجلة "أوال"، واصفا المحتفى بها ب"ممثلة الأمازيغية في ميدان البحث العلمي بباريس، وحاملة مشعل التعريف بأهمية الثقافة الأمازيغية في العالم". من جانبها ، عبرت السيدة تاسعديت ياسين ، عن سعادتها بهذا التكريم الذي نظمه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، "المؤسسة التي تشكل دليلا على رغبة المغرب الكبيرة في النهوض بالأمازيغية لغة وثقافة"، معتبرة أن اعتراف المملكة بالأمازيغية لغة رسمية،سيعطي " نفسا جديدا " لهذه الثقافة. وتتواصل أشغال هذه الندوة العلمية اليوم الاربعاء بتقديم عروض وقراءات حول إصدارات وأبحاث السيدة تاسعديت ياسين، ويحضرها باحثون مختصون في المجال الأمازيغي، الذين عرفوا، وتعاونوا أو تعاملوا مع المحتفى بها . وتجدر الإشارة إلى أن السيدة تاسعديت نشرت كتبا وأبحاثا تعد مرجعا في مقاربة موضوع الأغنية والشعر الأمازيغيين، ومسائل الهوية، ووضعية المرأة، إضافة إلى عدة مقالات بمجلات علمية ذات الصلة بالأنثروبولوجيا.