دعا المشاركون في المؤتمر الوطني الثامن للأنكولوجيا الطبية، اليوم السبت بالرباط، إلى تسريع مساطر الأبحاث السريرية في منطقتي المغرب العربي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك بهدف تطوير استراتيجيات علاجية من شأنها أن تمكن من القضاء على مرض السرطان. وأوضح المشاركون في هذا المؤتمر أن مسطرة تنفيذ والموافقة على هذه التجارب السريرية، التي تتمثل في أبحاث طبية حيوية تهدف إلى تقييم علاجات جديدة وتمكن من تحسين الاستراتيجيات العلاجية لهذا المرض، عادة ما تستغرق "وقتا طويلا" قد يصل إلى سنتين. ودعا جميع المتخصصين في علاج مرض السرطان، المشاركون في هذا المؤتمر، السلطات المختصة ووزارة الصحة ومعهد البحث في السرطان، إلى الاضطلاع لبدورهم في تسريع مساطر الترخيص والموافقة على هذه التجارب، مؤكدين على ضرورة الاستفادة من التجربة التونسية التي نجحت في تقليص مدة الموافقة على هذه البحوث إلى شهرين بدلا من سنة واحدة. كما دعوا إلى إدماج التكنولوجيات الجديدة في مجال الأنكولوجيا، من قبيل استخدام التطبيقات الجديدة التي تمكن من إخبار أو مواكبة المرضى، وتكييف "المبادئ التوجيهية" الدولية في ما يتعلق بالعلاجات المتعلقة بالسياقات المتوسطية، مع ترشيد الوصفات والإرشادات الطبية حسب المعايير الطبية الوطنية أو الإقليمية. وطالبوا أيضا بتطوير تخصص متعدد التوجهات لعلاج مرض "انبثاث العظام" الذي يتطلب مشاورات بين أخصائي العظام وأخصائي علاج مرض السرطان وأخصائي العلاج بالأشعة، فضلا عن إسهام الطب النووي. وأوصى المتدخلون بتسليط الضوء على دور "الرعاية الداعمة" من أجل تحسين جودة حياة المرضى، من قبيل "المسكنات" و "مضادات الغثيان" وذلك من أجل مواكبة المريض خلال فترة علاجه والتخفيف من معاناته. كما أوصوا بتكريس يوم خاص ل"الممرض"، خلال الدورات المقبلة، بهدف منح المزيد من الاهتمام لهذا التخصص والسماح بتبادل الخبرات على أوسع نطاق. وعرف هذا المؤتمر، الذي تم تنظيمه، على مدى يومين، بمبادرة من الجمعية المغربية للتكوين والبحث في الأنكولوجيا الطبية تحت رعاية مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان والمدرسة الإفريقية للأنكولوجيا، مشاركة العديد من الخبراء المغاربة والدوليين الذين ناقشوا أحدث التطورات العلمية في ما يتعلق بتشخيص وعلاج الأمراض السرطانية، إلى جانب وسائل تحسين الاستراتيجيات العلاجية من أجل مكافحة هذا الداء.