استبقت بوليساريو موعد أبريل المقبل، الذي يصادف مناقشة ملف الصحراء في مجلس الأمن، بإطلاق حملة داخل الأممالمتحدة، تحاول من خلالها التأثير على أجندة الأمين العام الجديد الذي ينكب على الملفات ذات الأولوية المرتبطة بمناطق النزاعات المسلحة والحروب. وأضافت "الصباح" التي أوردت هذا الخبر، اليوم السبت، أن هذه الحملة التي انخرط فيها زعماء بوليساريو في المخيمات أو في الأممالمتحدة، تعكس حالة الارتباك، بعد الانتصار الذي حققه المغرب بالعودة إلى الاتحاد الإفريقي، وسحب البساط من تحت أقدام الجبهة، في العديد من العواصم الإفريقية التي كانت تشكل السند للجمهورية الوهمية. ودعا أحمد البخاري، ممثل الجبهة في الأممالمتحدة، أنطونيو غوتيريس إلى الاهتمام بقضية الصحراء، في انتقاد مبطن للأولويات التي حددها الأمين العام الجديد لولايته، مثل الملفين السوري والليبي. وحذر بخاري في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”، الأمين العام الجديد مما أسماه العقبات التي قد تعترضه، في إشارة إلى تجربة بان كي مون، وهي الحملة التي تسعى من خلالها بوليساريو استباق موعد أبريل المقبل، الذي يتزامن مع الموعد السنوي لمناقشة ملف الصحراء داخل مجلس الأمن، استنادا إلى تقرير المبعوث الشخصي للمنطقة، قبل المصادقة على تمديد مهمة بعثة مينورسو لسنة جديدة، في إطار مواصلة الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي للنزاع. وتتزامن هذه الخرجة الإعلامية لممثل بوليساريو في الأممالمتحدة، مع تهديدات بالعودة إلى الخيار العسكري، من خلال ترؤس إبراهيم غالي، زعيم الجبهة لاجتماع ما يسمى هيأة الأركان العامة للجيش الصحراوي”، وهو الاجتماع الذي خصص لمناقشة آخر المستجدات الميدانية، وحالة الاستنفار في أوساط قوات بوليساريو التي باتت تتحرك قرب الجدار الأمني في استفزاز مكشوف للقوات المغربية المرابطة في الحدود، وتهديد وقف إطلاق النار. ويرى المتتبعون لملف الصحراء أن تحركات بوليساريو والحرب الإعلامية التي ترافقها، تعكس وضع الانحسار والمأزق الذي باتت الجبهة تواجههما، وتكسير الحصار الذي باتت تعيشه بعد الهجوم الدبلوماسي المغربي، وافتضاح ادعاءاتها، وهي الممارسات التي اعتاد المغرب عليها مع قرب كل استحقاق أممي لملف الصحراء.