توقيف شخص وابنه إثر اتهامات بالتوسط الوهمي للتوظيف في أسلاك الشرطة والإدارة الترابية    عمدة المدينة: جماعة طنجة لن تدخر أي جهد لجعل المدينة في مستوى التظاهرات الدولية وتطلعات المواطنين    فيديو: ترامب يرفع السرية عن ملفي عمليتي اغتيال جون كينيدي ومارتن لوثر كينغ    وزارة الصحة تواصل تنفيذ التزاماتها بخصوص تثمين الموارد البشرية    "يونيسف": الكوارث المناخية تعطّل تعلم 250 مليون طفل في العالم    الشركة الوطنية للطرق السيارة تقدم توصيات هامة لتجنب الازدحام خلال العطلة المدرسية    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    بعد "الاحتقان" و"التصعيد".. تفاصيل اجتماع عامل الفقيه بنصالح بموظفي جماعة ولاد عياد    تعيين الفرنسي رودي غارسيا مدربا جديدا لمنتخب بلجيكا    الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى: مشروع قانون الإضراب غير عادل    الجزائر نحو عزلة داخلية بعدما عزلها العالم    الاستماع إلى ضابط شرطة متهم بالتورط في الضغط على زوجة بعيوي السابقة    بورصة البيضاء تفتتح التداول بارتفاع    الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة…انتشار حاد لفيروس الحصبة وفقدان أرواح الأطفال    تنفيذا لتعهدات ترامب .. أمريكا ترحل مئات المهاجرين    عجز السيولة البنكية يتراجع ب 8,26 في المائة    مواجهة الفتح والرجاء بملعب البشير بدون جمهور    نادي أحد كورت لكرة السلة يحتج على قرار توزيع الفرق في البطولة الجهوية    السكوري: مناقشة مشروع قانون الإضراب تتم في جو عال من المسؤولية    المكسيك تنشئ مراكز إيواء حدودية تحسبا لترحيل المهاجرين غير النظاميين من الولايات المتحدة    النفط يهبط على خلفية مساعي ترامب لزيادة الإمدادات    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    روسيا تتهم رئيسة اليونيسيف بالاهتمام بأطفال أوكرانيا أكثر من غزة    كيوسك الجمعة | أكثر من 10 ملايين ونصف طفل معنيون بالتلقيح ضد "بوحمرون"    لقجع ينفي ما روجه الإعلام الإسباني بخصوص سعي "فيفا" تقليص ملاعب المغرب خلال مونديال 2030    العصبة الوطنية لكرة القدم النسوية تعقد اجتماع مكتبها المديري    توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة بالمغرب    مايك وان" يُطلق أغنية "ولاء"بإيقاع حساني    الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية    سيفعل كل شيء.. سان جيرمان يريد نجم ليفربول بشدة    رقم قياسي .. أول ناد في العالم تتخطى عائداته المالية مليار أورو في موسم واحد    ما هو سر استمتاع الموظفين بالعمل والحياة معا في الدنمارك؟    ترامب يسعى لفرض "ضغوط قصوى" على إيران، فكيف ستبدو مع وجود الصين والمشهد الجيوسياسي المتغير؟    تفاصيل تحرك مغربي لدى سلطات بوركينافاسو والنيجر للبحث عن سائقين "مختطفين"    اتفاق مغربي موريتاني يفتح آفاق التعاون في قطاع الطاقة    الأزمي: تصريحات وهبي حول مدونة الأسرة تفتقر للوقار    تألق نهضة بركان يقلق الجزائر    جوائز "الراتزي": "أوسكار" أسوأ الأفلام        تضارب في الأرقام حول التسوية الطوعية الضريبية    الحكومة تحمل "المعلومات المضللة" مسؤولية انتشار "بوحمرون"    نكسة جديدة للجزائر ودميتها البوليساريو .. مجلس الشيوخ الشيلي ينتصر لمغربية الصحراء    رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا يطلع على الزخم التنموي بجهة العيون    خط بحري كهربائي بالكامل بين طريفة وطنجة    افتتاح السنة القضائية بمحكمة الاستئناف ببني ملال    مفكرون يدرسون متن الجراري .. طلائعيٌّ وسّع مفهوم الأدب المغربي    هناء الإدريسي تطرح "مكملة بالنية" من ألحان رضوان الديري -فيديو-    الدوحة..انطلاق النسخة الرابعة لمهرجان (كتارا) لآلة العود بمشاركة مغربية    مدارس طنجة تتعافى من بوحمرون وسط دعوات بالإقبال على التلقيح    تعرف على فيروس داء الحصبة "بوحمرون" الذي ينتشر في المغرب    أخطار صحية بالجملة تتربص بالمشتغلين في الفترة الليلية    إوجين يُونيسكُو ومسرح اللاّمَعقُول هل كان كاتباً عبثيّاً حقّاً ؟    الأشعري يدعو إلى "المصالحة اللغوية" عند التنصيب عضواً بالأكاديمية    حادثة مروعة بمسنانة: مصرع شاب وإيقاف سائق سيارة حاول الفرار    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبة المجتمع وقضايا الناس
نشر في أخبارنا يوم 25 - 12 - 2016

للأسف من الآفات التي تصاب بها الأمة أن تتحول العبادات إلى عادات وطقوس فولكلورية، وتتحول خطبة الجمعة إلى عمل روتيني وكلام عام وأداء صوتي رتيب، تراعى فيه علامات الترقيم، والحركات الإعرابية الشكلية، بدون مضمون حقيقي. مما يجعل الخطبة؛ خطبة ميتة لاروح فيها؛تحفة تراثية من موروثات الزمن الماضي، خطبة لاتختلف عن خطب قرون قد خلت، خطبة في مدينة لاتختلف عن خطبة في قرية صغيرة. تتساوى خطبة تلقى أمام أهل علم وفكر، مع خطبة تلقى أمام العوام. تدخل للمسجد فتجد الخطيب يتحدث عن الوضوء والطهارة، أو عن واقعة مثل الهجرة وغار ثور بغير استنباط للدلالات والعبر أو يتحدث عن السواك والكحل، فيشرد ذهنك أو يراودك النوم، لضعف تناول الموضوع ،وضعف التفاعل الصادق مع مضمون الموضوع.

والسبب في هذا الخلل هو عدم فقه حقيقة الخطبة! أو لأن مبلغ الخطيب ذاك الذي يفعل! أو لأن البيئة ذاك مرادها! فماهي حقيقتهاخطبة الجمعة؟ وماهي منزلتها؟ ؟وماهي شروط إنجاحها ؟

أولا:تعريف الخطبة وحكمها:

الخطبة بضم الخاء هي في أصلها كلام ،والكلام خطاب جعل لمعنى، والمعنى هنا هو الوعظ ، والتوعية. ذلك أن الإسلام أولى الكلمة اهتماما بالغا،فجعلها وسيلة لهداية الناس ،وتربية الأمة ،وتوعية المجتمع ،وجعل لها مناصب وفنونا كفن الخطابة ليستمر دورها ،فكانت خطبة الجمعة التي تسبق صلاة الجمعة المفروضة كل أسبوع شعيرة ثابتة.

وقد "جعل الإسلام من شرط إقامة صلاة الجمعة وصحتها تلك الخطبة الدينية الأسبوعبة التي لها حكمة شرعية بارزة ،ومقاصد دينية واضحة ،تتجلى فيما تتضمنه الخطبة ويتناول الخطيب من تعليم وتفقيه في الدين ،وإرشاد وتوجيه سليم ،وتشتمل عليه من

إصلاح وهدى مستبين ،وتوضيح لشرع الله وحكمه في كل ما يتصل بحياة المسلم من عبادة وأخلاق ومعاملة ،ودعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ،انطلاقا من آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة."1

ثانيا- منزلة خطبة الجمعة:

تعتبر الخطبة اللسان الناطق باسم الشرع، لبيان حكم الله وهدي نبيه في النوازل والمستجدات التي تنزل بالناس اليوم. وهي خطاب أسبوعي يتناول قضايا الساعة لتوعية الناس بالموقف الشرعي منها -من ههنا يتبين التدمير الذي يمكن أن يلحق بهذه الشعيرة الحضارية إذا عزل فرسانها واختير لها النطيحة والمتردية وماأكل السبع-،لذلك حض الشرع على حضورها:قال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {الجمعة/9} فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {الجمعة/10} وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {الجمعة/11}).

ومن منطلق عالمية الإسلام، وإرادة الشارع في نشر قيم الخير في الحياة الدنيا؛ أولى الإسلام الكلمة اهتماما بالغا، فجعلها وسيلة لهداية الناس، وتربية الأمة، وتوعية المجتمع، وجعل لها مناصب وفنونا، كفن الخطابة ليستمر دورها بأبلغ القول وأروع الكلام،فكانت خطبة الجمعة التي تسبق صلاة الجمعة المفروضة كل أسبوع كشعيرة ثابتة، قال ابن جزي:"وأما الخطبة:فواجبة، خلافا لابن الماجشون. وهي شرط في صحة الجمعة، على الأصح. وأقلها مايسمى خطبة عند العرب، وقيل:حمد وتصلية، ووعظ وقرآن. ويستحب اختصارها"2. فكانت الخطبة واجبا شرعيا، لأجل التواصي بالحق، والتناهي عن الشر، وجعلت من شعائر الدين ومظاهره القويمة، مما يدل على رقي حضاري وسمو عظيم.

ومما لاشك فيه أن الخطابة منصب خطير ،ومرتقى صعب المنال لا يصل إليها طالبها بيسر،بل يحتاج من يبتغيها إلى زاد عظيم ،من الصبر والحلم والفصاحة والعلم ،ليصل الى الهدف المنشود.

ثالثا:شروط نجاح الخطبة :

خطبة الجمعة منبر دعوي هام ،ووسيلته فعالة لتذكير الناس بأمور دينهم ،وتوعيتهم بأحوال زمانهم ،وتبصيرهم بالموقف الشرعي من نوازلهم وقضاياهم. وحتى يستثمر الخطيب منبر الجمعة الاستثمار الأكمل والأحسن ،عليه أن يراعي شروطا أساسية لابد منها لتبرز شخصية في الأمة ،وتجعله محل ثقة ومحبة ،وإعجاب وتقدير ،وبإجمال ،لضمان نجاح رسالته.ذلك أن الخطاب يحتاج ليلقى القبول إلى مقومات مختلفة ،لذلك ما كان من نبي الله موسى عليه السلام وهو يستعد لمخاطبة فرعون إلا أن :"قال رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي."3

الشروط الذاتية:

وهي الشروط المتعلقة بذات الخطيب وشخصيته:

1- الميل والرغبة والقابيلة: ليس كل إنسان قادرا على أن يكون خطيبا ناجحا، إذا لم يكن لديه الميل والاستعداد الفطري للعمل في هذا المجال الرسالي ،ذلك ان الإنسان يتاثر في مسار حياته بعوامل كثيرة منها عامل الوراثة وعامل البيئة المحلية والعالمية. والخطبة فن يحتاج إلى مواهب خاصة ،كمناسبة الأداء الصوتي للمعاني وهذا يقتضي خلو الخطيب من العيوب الصوتية أو الكلامية ،واتصافه بالفصاحة وطلاقة اللسان ."وأن يكون ذا قلب ذكي قوي ،وعقل ناضج ألمعي ،ونفس مؤمنة متوثبة ،ولسان عربي مبين ،وبديهة حاضرة مستيقظة ،وفراسة صائبة مدركة،ونظرات فاحصة مدركة "4.

2- الإخلاص: وهو روح الأعمال وجوهرها ،فبعد الدافع النفسي أي الرغبة ،يأتي الاساس العقدي الذي هوالنية الخالصة في امتثال أمر الله ،وقصد طاعته ،وابتغاء مرضاته.والإخلاص مطلب عزيز ،وغاية صعبة المنال ،تحصل بالمجاهدة ،والتضرع إلى الله ،حتى ولو كانت تلك وظيفة التي يقتات منها ،وذلك لأن صاحب الرسالة يستفرغ كل طاقته في محاولة توصيلها للناس ،لا يكل ولا يمل. والمشكلة الآن أن تصير الخطابة وظيفة فقط، مما يضيّع كثيرا من فائدتها.

3- الفقه : من الشروط التي تجعل الخطيب ناجحا في خطبته ،أن يكون له زاد علمي شرعي ،وحصيلة معرفية شاملة .والفقه أقسام ثلاثة :فقه الدين ،وفقه الواقع ،وفقه التنزيل.

أ-فقه الدين:يتطلب هذا العمل الدعوي زادا من العلوم الشرعية ،من القرآن الكريم تلاوة سليمة وتفسيرا. ومن الحديث النبوي الشريف حتى لا يكون المنبر وسيلة لنشر الموضوعات ،والأحاديث الشديدة الضعف ،أو المخالفة للأصول الشرعية .ومن الفقه الإسلامي ،والتاريخ والسير.

ب-فقه الواقع: "إن كتاب الله وسنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم يعطيان المثل في مواكبة الواقع علما به على دائرة ضيقة هي القرية أو المدينة او القطر وإن كانت مراعاة الأولويات مطلوبة وإنما يمتد هذا المحيط ليشمل جميع مناطق وجودالإنسان المسلم... وهكذا يكون المحيط الذي تمتح منه الخطبة محيطا مطاطا يتسع حتى يستغرق العالم ويضيق حتى يقتصر على المدينة أو القرية وهذا الضيق أو الاتساع تحكمه مستجدات وملمات تجعل الحديث عن هذه الجهة أولى من الحديث عن غيرها...وإذا كان مطلوبا من الخطيب أن يرتبط بمحيطه وبيئته فإن هذا يوجب عليه دون شك التزود بمعارف العصر والملاحقة لما يجد في بيئته من الأفكار. وهذه المتابعة والملاحقة تلزم الخطيب بالاتصال بوسائل الإعلام"5.فمعرفة الناس والحياة أمر مطلوب من الخطيب لأنه لا يتكلم من فراغ ،بل في وقائع تنزل بالمجتمعات من حوله ،وهؤلاء تؤثر في أفكارهم وسلوكهم تيارات وعوامل مختلفة :نفسية وثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية ،فلابد للخطيب أن يكون على حظ من المعرفة بأحوال عصره وظروف مجتمعه ،ومشكلاته وتياراته الفكرية والسياسية والدينية ،وعلاقاته بالمجتمعات الأخرى ومدى تأثره بها وتأثيره فيها.

فالخطيب الناجح والمؤثر هو ذلك الإعلامي الذي يعرف أخبار أمته فيقوم بإعدادها،وتبسيطها ،وصياغة عرضها ،إلى خليط من الناس مختلفي المنهل والمشرب.الخطيب الناجح محب ودود ،يأْلف ويؤْلف ،فلا يعزل نفسه عن الناس،بل يسأل عنهم ،ويغشى مجالسهم ،ويبارك أفراحهم ،ويأسو جراحهم. الخطيب الناجح يغشى مجلسه الكرماء ،والصلحاء والبسطاء ،فيعمر الحديث بالفكر والذّكر،فتحمل بركة السماء في الزمان والمكان.

ج- فقه التنزيل : إلى جانب المعرفة الشرعية والمعرفة بالواقع يلزم الخطيب القدرة على تنزيل الأحكام الشرعية تنزيلا سليما على المستجدات والواقائع،وهذا يتوقف على فهم النصوص من جهة ،وعلى إدراك مقاصد الشرع من جهة ،وعلى إحسان القياس.

ولقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم في الغزوات وشهر رمضان وفي الحج وفي ذم الغيبة وفي الولاة والعمال.6

ج-إبلاغ احكام الشرع:إن القضية المركزية لخطبة الجمعة الارتباط بالواقع وتتبع المخاطر التي تهدد الأمة للتحذير منها، والدلالة على أسباب النجاة للتشبث بها.قال تعالى: ﴿ Bӂæo æuB\öƒ æupöaóEù‚pöbj@]A Aobsö`YWóEÓöEöçj $L‡ŠödYX¥Bö\öƒ ]œ›÷pö]iÓöYX ÓsöæYWö]ZöF vöù‚ ±Ph.öƒ ¾‡Šö]ZXØsö`YX ÷~b‹óEö³ù‚ ·‡ŠöæYW«F,Bö]¡ Apöb‹NZWöæYWö]ôEÓöEùö²j —PYX PvöFÐùqj@¢A Aobtù^qöóEöbEöçjæo ¨b~b‹Ó‚÷pö]ZX A\^r;`A AšpöbmöÓѐæt

÷~P‹÷Eö]j;`A ÷~b‹öNiöÓm]j æuobt\^qö÷ÓöF ﴾7. فالقرآن الكريم يؤكد على أن التفقه مسؤولية رسالية يجب أن تتحقق في العلماء، والإنذار مسؤولية رسالية من اختصاص العلماء –أيضا- بما هو استعداد لمواجهة الشعور بالخطر، وقد نبه القرآن الكريم على هذا الخطر في قوله تعالى: ﴿]œ›æo æupöajA][söÓöF ÷~.ö„]ZöFpöaiùôEö#]ZWböF ê™NôEöӐ ÷~.öƒorbsöÓöF vÓn ¨b~.ö„ùóEööFùr Pu;`A A$pöbmö#] ]ôEö÷z¢QA ﴾8. وانطلاقا من هذا التنبيه على الخطر نبه القرآن على ضرورة أخذ الحذر، فقال تعالى: ﴿Bæ‹eöF%&Bš#öÓöF ævöFù^qj@]A ApöaóEöӂAÓ§ Ao.^qöaZ ÷~.öƒætÌ^qöø Aobsö`YWZöFBÓöYX »ˆCBÓöYEöa˜F Po]A Aobsö`YWZöF¢QA LBmöEöùÓѐ ﴾9. وقال: ﴿ Aobtù^qöóEöbEöçjæo ¨b~b‹Ó‚÷pö]ZX A\^r;`A AšpöbmöÓѐæt ÷~P‹÷Eö]j;`A ÷~b‹öNiöÓm]j æuobt\^qö÷ÓöF﴾10. وفسر الحذر بأنه بذل المستطاع في الاستعداد بالقوة فقال تعالى: ﴿AoÏqùn%&Aæo ~b‹]j Böd‚ ~aôEö÷mö] ]ôEö÷zQ]A vö³ù‚ ¾‡‰dpöaZX vù‚æo ùžBÓYöF³`t Phö÷Eö]Zj@¢A æupöbYEöùŒØsöa‡F ©ùŠö`YöF do.qöÓn çf/@]A ÷~.öƒdo.qöÓnæo ævöFPsö]ZAÓ§æo vöù‚ ÷~P‹ùZöFoar ]œ› b~b‹]ZöFpöb]iö÷mö]‡F fb/@H $÷~b‹b]iö÷mÓöF Bӂæo ApöaZWö`YWóEöa‡F vöù‚ ¾§Ø—ö\{z —PYX PhEö`YEæz çf/@¢A fUÓpböF ÷~.ö„ö÷Eö]j;`A ÷~aôEZöF%&Aæo ]œ› æupöb]iöO öa‡F ﴾11. وهكذا يكون التنبيه على خطورة التهديد، أعطى التنبيه على الحذر، والتنبيه على الحذر فرض مسؤولية الاستعداد بالقوة12.

4-الخلق:وهو جماع الصفات النبيلة التي يلزم الخطيب ان يتحلى بها. وكما خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، طبق أخلاق الإسلام فعن سهل ابن سعد رضي الله عنه{أن أناسا

من بني عمرو بن عوف كان بينهم شيء،فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه يصلح بينهم ...}.13

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال {اذهبوا بنا نصلح بينهم}.14

قال أحد العارفين قديما:"يا بني أظهر اليأس مما في أيدي الناس فإنه الغنى،وإياك والطمع وطلب الحاجات إلى الناس فإنه الفقر.وإذا صليت فصل صلاة مودع.واعلم انك لن تجد طعم الإيمان حتى تؤمن بالقدر كله :خيره وشره.وكن قائلا بالحق ،عاملا به ،يزدك الله نورا وبصيرة ...ولا تخالط إلا عاقلا تقيا ،ولا تجالس إلا عالما بصيرا...وأدم ذكر الله تنل قربه."15

5-أساليب الأداء:إن أحسن الخطب يمكن أن يفسدها الأداء والإلقاء غير المتقن. فالخطبة تتطلب تفاعلا صادقا للخطيب مع ما يقول، بصوته وحركاته ونظراته وقسمات وجهه.وأن يقبل في أحاديثه على جمهور الحاضرين جميعا بحيث يشعر كل واحد من الحاضرين أنه المقصود بخطابه.

6-المظهر:من عوامل نجاح الخطيب ظهوره أمام الناس بمظهر لائق وجذاب،فالله تعالى أوصى عموم المسلمين بالتزين عند كل مسجد بقوله سبحانه:"خذوا زينتكم عند كل مسجد"16ومن باب أولى أن يكون الخطيب والإمام متحليا بذلك الوصف،وقد أوصى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ،باللباس الطيب الطاهر ،فعن سمرة بن جندب قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب ،وكفنوا فيها موتاكم".17

الشروط الموضوعية :

وهي الشروط المرتبطة بالموضوع شكلا ومضمونا وأسلوبا:

أ-من حيث الشكل:

1- أن تكون وسطا بين الطول الممل،والاختصار المخل.

2- وضع تصميم محكم للخطبة.

3- التزام خطبة الحاجة.

4- الدعاء في الختم.

ب- من حيث المضمون:

1- الجمع بين الترغيب والترهيب،والخوف والرجاء،والتبشير والإنذار وذلك في سياق التوازن العام للشريعة.

2- معالجة مشاكل واقع الناس المعيش .

3- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

4- الاستشهاد بالقرآن والسنة.

5- التمثيل والاستشهاد بمواقف وأقوال من السلف والخلف.

6- التركيز على موضوع واحد.

7- نشر مبادئ الإسلام ،والموعظة الحسنة.

ج- من حيث الأسلوب:

1- الوضوح.

2- الفصاحة والبلاغة .

3- اختيار الألفاظ الطيبة وتجنب كلام الشارع الساقط.

4- البيان الشافي.

5- العرض السليم.

وأخيرا فهذه اقتراحات للارتقاء بخطبة الجمعة إلى المستوى المنشود:

- عقد لقاءات تكوينية للخطباء والوعاظ.

- إحداث مادة فنون الدعوة ومناهجها في برامج التعليم.

- تأليف كتاب منهجي في مهارات إعداد وفنون إلقاء الخطب والدروس والمواعظ.

- انتقاء أهل العلم الصادقين والحكماء من المثقفين لخطبة الجمعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.