قبل ثماني سنوات من الآن ،وبالضبط يوم 11 فبراير 2007 كاد السيد عبدالاله بن كيران أن يتحول إلى ضحية ..أتذكر جيدا هذه الحادثة التي وقعت بدار الشباب القدسبفاس ،عندما كان عبدالاله بن كيران ،رئيس المجلس الوطني حينها ،يستعد لإلقاء كلمته خلال المحاضرة التي نظمتها الكتابة الإقليمية لحزبه ،إلا أن بعض الشباب المحسوبين على حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منعوه من ذلك ونسفوا اللقاء ليدخلوا في صراع مع أعضاء الحزب الإسلامي وكاد الأمر أن يتحول إلى كارثة . في الغد وجه الكاتب الإقليمي للعدالة والتنمية رسالة عتاب للكاتب الجهوي للاتحاد الاشتراكي السيد محمد جوهر جاء فيها :" في أعقاب الأحداث المؤسفة التي شهدتها دار الشباب القدس يوم الأحد 11 فبراير 2007 ...والتي كان من ورائها مجموعة من المشاغبين من بينهم أعضاء من حزبك كما تؤكد ذلك الصور التي بحوزتنا ولولا انضباط مناضلينا وضبط نفس المنظمين لكان حدثت مواجهات عنيفة ..." ليرد عليه الأستاذ محمد جوهر دون أن ينفي التهمة عن حزبه :" إن ما نود التنصيص عليه هو أن حادثة 11 فبراير لم تكن سوى ردة فعل أمر محرض ومستفز ،هو ليس فتوى السيد بن كيران الهادرة لدم السيد الأشعري...إن ما حدث هو رد فعل عادي وطبيعي من مناضلين ومواطنين ضد منطق الإرهاب الفكري والسياسي الذي يسلكه السيد بن كيران ..." أنا لا أتذكر هذه الواقعة فقط و إنما أعرف بالتفاصيل كيف خطط لها وأين خطط لها ،ومن خطط لها وحتى الذي تكفل باقتحام القاعة وبنسف المحاضرة ،والذي صار اليوم قياديا بأحد أجهزة حزب بن بركة . أستحضر هذه الواقعة وأنا أسمع الأستاذ إدريس لشكر ،متحدثا عن علاقة حزبه بحزب العدالة والتنمية،يقول :" المشترك بيننا يمتد إلى 1972" وممهدا بذلك لتحالف وشيك بين الحزبين من أجل إخراج حكومة بن كيران الثانية إلى الوجود.. ما الذي تغير إذن بين 2007 و 2016 حتى يصبح التحالف مع بن كيران أمرا ممكنا بعدما كان يُنظر إليه من طرف الاتحاديين كمتطرف أفتى باغتيال الأستاذ محمد الأشعري ؟! دائما ما آمنت أن ممارسة السياسة تتطلب المرونة و أن المواقف المتصلبة لا توصل إلى حل بقدر ما تضخم الهوة وتكرس الخلافات ،إلا وأنه في حالتنا هاته ليست المرونة هي ما غيرت نظرة الاتحاديين السلبية نحو بن كيران، وإنما طبيعة القيادة الحالية للاتحاد، المقدسة للحقائب والمناصب ،هي ما جعلت حزب العدالة والتنمية وزعيمه ينتقلان من كفة الخصم إلى كفة الشريك ..إلا أن الذي لم نفكر فيه هي الطريقة التي ينظر بها بن كيران لحزب الاتحاد الاشتراكي ،هل نسي واقعة فاس ووقائع أخرى كثيرة ..؟ إننا نعتقد أن بن كيران فعلا لا يأمن حزب الوردة وزعيمه لشكر ليس ارتباطا بهذه الواقعة فقط ،ولكن أيضا لارتباط هذا الزعيم الوثيق بحزب الأصالة والمعاصرة ،لذلك فبن كيران قد يرى في دخوله تهديدا و خطرا على استمرار حكومته بنسق ايجابي .