في مبادرة لحماية البيئة، وفي إحياء لتقليد قديم يتمثل في شغف سكان المدينة باستخدام الدراجات في تنقلاتهم، أطلقت مدينة مراكش المغربية، التي استضافت مؤتمر الأممالمتحدة لتغير المناخ بين 7 و18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 أول مشروع صديق للبيئة لدراجات الخدمة الذاتية باسم (ميدينا بايك). ويقوم المشروع على استخدام 320 دراجة جديدة تتوقف في عشر محطات رئيسية عند مناطق تمثل معالم بالمدينة. من جانبها ، علّقت حكيمة الحيطي وزيرة البيئة المغربية بالقول "مدينة مراكش كانت من أوائل المدن التي أخذت هذه المبادرة لأنها أولا مترسخة في ثقافة المراكشيين. ثانيا هذه مبادرة نريد أن نراها في جميع المدن المغربية". وأضافت الوزيرة المغربية أن هذه المبادرة توفر فرص شغل، وتُسهل التنقل بالنسبة للعديد من المواطنين لأن تكلفتها منخفضة. ويُنظر للدراجات في مراكش على أنها وسيلة لتخفيف زحام شوارع المدينة إضافة إلى أنها تتطابق مع التزام المغرب بتنفيذ سياسات خضراء. ومشروع "ميدينا بايك" من تصميم منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) ومدعوم من الحكومة المغربية على الصعيدين المحلي والمركزي. وتنفذ المشروع شركة استيت فيزون المغربية بالمشاركة مع شركة سموف الفرنسية المتخصصة في تصميم وصناعة وتثبيت أنظمة دراجات الخدمة الذاتية والتي أطلقت برامج مماثلة حول العالم في مدن، بينها موسكو وشيكاجو وفانكوفر. الدراجة الهوائية- حماية البيئة وتخفيف الزحام
عبد اللطيف بويسكران ممثل شركة استيت فيزون بيّن أن هناك هدفين رئيسيين للمشروع، مضيفا "من أهداف هذه الدراجات التي هي دراجات صديقة للبيئة.. هدف بيئي وهو التقليص من الكربون. والهدف الثاني هو النقص من الازدحام لأن بإمكان الناس أن يتنقلوا عن طريق هذه الدراجات التي هي صديقة للبية... بسلاسة داخل المدينة." وساهمت في تعزيز المشروع بمراكش أيضا جمعية "بيكالا بايسكل" الهولندية التي قدمت صيانة مجانية للدراجات خلال مؤتمر تغير المناخ. وتم في تلك الفترة إصلاح أو تنفيذ عمليات صيانة لأكثر من ألف دراجة مجانا. وقال متطوع مع جمعية "بيكالا بايسكل" الهولندية يدعى يونس الكراوي "تهدف الجمعية أولا تشجيع الناس على ركوب الدراجات الهوائية سهلة الاستعمال في مراكش لأن طرق المدينة منبسطة وسهلة يمكن لأي إنسان أن يستعمل فيها الدراجات الهوائية عكس مدن أخرى كأغادير والجديدة والدارالبيضاء التي تتميز بالمرتفعات والمنخفضات." ارتفاع الأسعار قد يعيق المبادرة وتبلغ تكلفة الاشتراك السنوي في الخدمة 500 درهم مغربي (50 دولارا) بينما تبلغ قيمة الاشتراك الأسبوعي 150 درهما (50 دولارا) واليومي 50 درهما (5 دولارات). وهذه الأسعار تبدو مرتفعة جدا بالنسبة لكثير من سكان المدينة كما أنّ هناك حاجة ماسة لمزيد من الاستثمار في البنية التحتية مثل توفير مزيد من المواقف المخصصة لتقف فيها الدراجات لتعزيز استخدامها في المدينة. وإذا حقق المشروع النجاح المأمول، فإن المغرب يأمل في أن يوسع (ميدينا بايك) ليشمل مدنا أُخرى بينها الدارالبيضاء المصنفة في المرتبة الخامسة عالميا من حيث معدلات تلوث الهواء في أحدث مسح لمنظمة الصحة العالمية. وتأمل المملكة المغربية في أن تصبح رائدة عالميا في مجال حماية البيئة. ومنع المغرب في يوليو/ تموز استخدام الأكياس البلاستيكية والتزم باستخدام طاقة نظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في إنتاج 52 في المئة من احتياجاته من الطاقة بحلول عام 2030.