ابنة الصحراء ،الأم لثلاثة أطفال ،زوجة الاتحادي السابق عامل المحمدية الحالي ،السيد علي سالم الشكاف ،الصيدلانية ،الكاتبة الشاعرة ،عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي...تلك باختصار هي حسناء أبو زيد التي التحقت بالحزب سنة 2005 لتتسلق سلالمه بطريقة سريعة وغير مفهومة ،إذ تم انتخابها سنة 2011 كبرلمانية مرشحة عن اللائحة الوطنية للنساء ،وبعدها بعام واحد انتخبت عضوا بالمكتب السياسي خلال المؤتمر الوطني التاسع الذي اختار السيد إدريس لشكر كاتبا أولا له .. لا نقصد التشكيك في مصداقية ونضالية الأخت حسناء أبو زيد لكن حزب المهدي بن بركة عودنا على أنه لا أحد يصل إلى مراكز القرار والمسؤولية داخله إلا أولئك المناضلين الذين قضوا سنوات بالحزب ،أولئك الذين مروا بقطاعه التلاميذي ،وقطاعه الطلابي ،وبغيره من القطاعات...حتى يتشبعوا بالمبادئ والقيم التي خطها بن بركة ،وبن جلون ،وبوعبيد...وهو ما لا يتوفر في أبو زيد ،إلا أنها وبرغم ذلك يشهد لها أنها تمكنت من صنع مكان قوي ومؤثر لنفسها داخل تنظيمات الحزب ،فكانت قوة مؤثرة خلال مجموعة من المحطات التنظيمية الإقليمية والجهوية وحتى المحلية منها ...الأمر الذي جعل اسمها يطرح بقوة كأحد أبرز المرشحين لقيادة الحزب في المرحلة التي تلي المؤتمر الوطني العاشر الذي من المحتمل أن ينعقد خلال الأشهر القليلة المقبلة ،والذي من المستبعد جدا أن يعيد انتخاب السيد إدريس لشكر كاتبا أولا له بعدما أثبت فشله المطلق في تسيير الحزب وعمق أزمته الداخلية بفعل التفرقة بين الاتحاديين التي أنتجتها سياسته الفردانية ومشروعه الارتجالي ،وهو ما كلف الحزب الانزلاق إلى مراتب خجولة خلال الانتخابات الجماعية والجهوية 0152 ،والانتخابات التشريعية 2016..لذلك فحاجة خلفاء بوعبيد في هذه المرحلة إلى قيادي متوافق عليه بكاريزما قادرة على تجاوز الخلافات التنظيمية الكثيرة التي أحدثتها القيادة الحالية . وإذا كان أغلب الاتحاديين يعتقدون أن كل هذا متوفر في حسناء أبو زيد فإننا وعلى عكسهم ،نرى أن أبو زيد ستكون مجرد استمرار للقيادة الحالية لأنها جزء أساسي منه ،ساهمت بقدر ما ساهم لشكر في توسيع هوة الأزمة الداخلية للحزب بمشاركتها وبمباركتها لكل القرارات التي اتخذها الحزب خلال الأربع سنوات الأخيرة . ثم أن العشر سنوات التي
قضتها بالحزب غير كافية لتكتسب الكفاءة والتجربة اللازمتين لقيادة حزب بحجم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ،وإلا فإنه سوف يسقط في نفس الأزمات ،وربما أكبر وأشد تعقيدا من تلك التي سقط فيها خلال السنوات الأخيرة ..ما يعني تقدم الحزب خطوات أخرى نحو الهاوية التي بات على حافتها .لذلك فليس من المنطق أن يختار الاتحاديين قائدا ساهم بشكل أو بآخر في الانقلاب على مبادئ وقيم الحزب ،والانقلاب أيضا على الإيديولوجية الاشتراكية الديمقراطية.
إننا ننحو للقول أن الاتحاد الاشتراكي ولكي يعود إلى مكانته الطبيعية كحزب وطني كبير ،هو في حاجة لفتح أبوابه أمام زعماء جدد بسجل نظيف ومشروع حزبي قائم على إعادة الروح للاتحاد باعتباره فكرة وباعتباره مدرسة ،وليس مجرد حزب شغله الشاغل هو الانتخابات والسعي وراء كراسي الأجهزة و مناصب الحكم ...ولم لا يتم الالتفاف حول بعض الأسماء الاتحادية الكبيرة التي توارت للخلف وابتعدت عن الأضواء رافضة أن تموقع نفسها مع هذا الذرف أو ذاك لإيمانها القوي أن الاتحاد واحد لا يقبل القسمة أبدا وإلا ما سمي اتحادا . وأول هذه الأسماء وأبرزها الأستاذ محمد الكحص الذي انسحب في صمت تاركا خلفه تاريخا من النضال ومجموعة من الانجازات التي لا يختلف عنها اثنان .
إنها الفرصة الأنسب لهذا الحزب بأن يعيد التوازن لنفسه وإلا فمصيره الهاوية التي يقف على حافتها ،وإننا لنعتقد أن انتخاب الأستاذة حسناء أبو زيد كاتبة أولى للحزب سيعجل بوصوله للهاوية .