أكد المشاركون في الندوة الدولية الأولى حول داء المقوسات الخلقي (التوكسوبلاسموز)، التي انطلقت أشغالها اليوم الجمعة بالرباط، على ضرورة تعميم الأمصال الخاصة بهذا الداء قبل الزواج وكذا خلال بداية الحمل من أجل الكشف عن النساء غير المتوفرات على مناعة ضد هذا الداء . وفي هذا الصدد، شدد البروفيسور بمستشفى "لا كروا غوس" بمدينة ليون، فرانسوا بيرون، على أهمية تشخيص داء المقوسات الخلقي قبل الحمل للكشف عن الفتيات غير المتوفرات على مناعة ضد هذا الداء، وبالتالي التقليص من خطر الإصابة بهذا المرض خلال فترة الحمل. وأكد أن التشخيص والعلاج المبكر يمكنان من تجنب وتقليص نسب إصابة الأجنة بتشوهات خلقية، تؤثر في المقام الأول على أنسجة المخ والعين عند الجنين. وأشار إلى أن تقنيات التشخيص عرفت تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية، مؤكدا أنه أصبح بالإمكان الكشف عن هذا المرض عن طريق التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو عبر اختبارات بسيطة للعاب. من جانبه، قال الدكتور كمال البصاطي، أستاذ مساعد في جامعة الطب بشيكاغو، إنه يتعين القيام بإجراءات وقائية لتجنب أي اتصال بطفيل "التوكسوبلازما غوندي 10" المتسبب في الإصابة بهذا الداء، من خلال تناول اللحوم المطبوخة بشكل جيد وعدم الاقتراب من الحيوانات (لاسيما القطط) التي يمكن أن تكون حاملة لهذا الطفيلي. وأكد السيد البصاطي أنه يتعين إجراء مراقبة مصلية كل شهر طيلة فترة الحمل، وكذا القيام بفحص للسائل المحيط بالجنين (الأمنيوسي) من أجل الكشف عن وجود هذا الطفيلي. من جهته، أبرز ممثل المعهد الوطني للصحة بالرباط والطبيب البيولوجي رضا شاروف، أن عددا من الدراسات التي تم إجراؤها بالمغرب أظهر أن عدد النساء غير المتوفرات على مناعة ضد طفيل التوكسوبلاسموز يتراوح بين 35 و57 في المائة، وهو ما يتطلب القيام بدراسة مستعجلة للوقوف على تطور المرض خلال فترة الحمل. وتروم هذه الندوة، التي تنظم على مدى يومين بمبادرة من جامعة الطب بشيكاغو (الولاياتالمتحدةالأمريكية) وبشراكة مع المعهد الوطني للصحة بالرباط، مناقشة التطورات الجديدة في مجال العلاج والأبحاث حول هذا المرض، وجرد ما يتم القيام به وطنيا في مجال التتبع وكذا تحديد المؤسسات التي يمكنها القيام بالتعاون في مجال البحث مع المؤسسات الأجنبية. ويشارك في هذه الندوة العديد من الخبراء والمختصين في داء المقوسات الخلقي في المغرب، والولاياتالمتحدةالأمريكية، وفرنسا، وكولومبيا. وداء المقوسات الخلقي مرض معروف في أوساط النساء الحوامل، وهو يمثل مخاطر جسيمة بالنسبة للأجنة ولدى الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي. وتتمثل خطورته لدى النساء الحوامل في كونه يمكن أن يؤدي إلى تشوهات خلقية، تؤثر في المقام الأول على أنسجة المخ والعين عند الجنين.