أكد مصطفى الرميد وزير العدل المغربي في مقابلة مع رويترز إنه لن يوقف محاكمة مغني الراب عماد بلغوات الملقب "بالحاقد" بتهم المساس برموز الملكية وبإهانة موظفين أثناء عملهم. واعتبرت هيئة الدفاع أن "الحاقد" محاكم بسبب أغانيه المنتقدة للنظام المغربي والرشوة وتجاوزات "المخزن". لماذا يحقد النظام المغربي على مغني الراب "الحاقد"؟ قال وزير العدل المغربي إنه لن يوقف محاكمة مغن متهم بإهانة السلطات في إحدى أغانيه رغم انتقادات من نشطاء مدافعين عن حقوق الانسان يعتبرون القضية هجوما على حرية التعبير. وكان نشطاء مدافعون عن حقوق الإنسان يتوقعون ان يتوقف مثل هذا النوع من الملاحقات القضائية بعد فوز حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل بالانتخابات وقيادته الحكومة في العام الماضي مستندا إلى برنامج يعد بالإصلاح. لكن لا يزال نفوذ الحكومة محدودا أمام سلطة الملك وحاشيته. وينتظر المغني معاذ بلغوات المعروف باسم "الحاقد" المحاكمة بشان لقطات فيديو بثت على موقع يوتيوب تظهر فيها صورة ساخرة لشرطي برأس حمار وصورة خدم ينحنون أمام الملك محمد السادس عاهل المغرب. وردا على سؤال بشأن قضية المغني قال وزير العدل مصطفى الرميد في مقابلة مع رويترز "الجمعيات الحقوقية تقوم بواجبها في إبداء المطالب التي تراها لكن لا يمكن من الناحية المسطرية التنازل عن دعوى عمومية أقيمت على وجه قانوني. التنازل عن الدعوى العمومية أمر لا سند له في قانون المسطرة الجنائية." وأضاف الوزير وهو عضو في حزب العدالة والتنمية اشتهر بانه محام يقود حملات ضد الاعتقالات بشكل غير قانوني "ثانيا نحن أمام شكاية تقدمت بها هيئة رجال الأمن التي هي الإدارة العامة للأمن الوطني بشأن ما تعتبره مباشرة لها وتم البحث مع المعني بالأمر الذي تمسك بما هو منسوب إليه في هذه الشكاية وبالطبع القضاء له أن ينظر في هذه النازلة ويقرر ما يراه مناسبا إما بالبراءة أوالإدانة وهو الشيء الذي لا يمكن لنا أبدا أن نتدخل فيه ول فيه رأيا كيفما كان نوعه." ويثير بلغوات غضب بعض المغاربة بأغانيه الاستفزازية خصوصا عندما تمس الملك الذي يحظى باحترام كبير في البلاد. لكن أغانيه التي تحمل عناوين على غرار "كلاب الدولة" تلمس وترا لدى الكثير من الشبان المحبطين بسبب نقص الوظائف في المغرب وتفشي الفساد والفجوة بين الاغنياء والفقراء. وقالت وسائل الاعلام الرسمية إن المغني اعتقل بسبب أداء أغنية تهين سلطة عامة ونشر صور تؤذي موظفين عموميين. وقال محاميه انه في السجن في انتظار المحاكمة ويمكن أن يحكم عليه بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات في حال إدانته. وكان قد قضى بالفعل أربعة أشهر في السجن بشأن تهمة منفصلة هي التشاجر مع أحد أنصار النظام الملكي. وتتعرض الحكومة المغربية الجديدة لضغوط من جانب نشطاء مدافعين عن حقوق الانسان لإطلاق سراح عشرات الإسلاميين الذين يقول نشطاء إنهم محتجزون بناء على اتهامات زائفة في أعقاب حملات نفذتها الشرطة ضد جماعات متشددة. ومنح العاهل المغربي العفو في فبراير شباط الماضي لثلاثة إسلاميين بارزين لكن وزير العدل قال إنه سيكون من الصعب تأمين الافراج عن زملائهم الذين لا يزالون في السجن. وتعكس تصريحاته المجال المحدود للمناورة امام الحكومة. وبموجب الدستور المغربي يمثل الملك رأس النظام القضائي وله القول الفصل في كل قضايا الدين والامن الوطني والدفاع. وقال الرميد "لا أنفي أنني رفعت ملتمسا إلى نظر جلالة الملك بالعفو عن الشيوخ الثلاثة واستجاب لأن قضيتهم أعرفها وأحيط بتفاصيلها وأعتقد أنهم جاءوا في سياق فتنة الحرب على الإرهاب". وأضاف "أما الباقون فهو ملف معقد تختلط فيه الكثير من المعطيات ومن الصعب ان أتقدم باسم واحد غير هؤلاء الثلاثة لأن الأمر يتطلب تمحيصا دقيقا ومنهجية صارمة لعمل فرز بين من يستحق العفو الملكي ومن لا يستحقه." ومضى قائلا إن الحكومة تعتزم في نهاية الامر فحص قضايا باقي الاسلاميين السجناء لكن القرار النهائي ليس بيدها وإنما في يد الملك وهو الوحيد الذي يقرر من يستحق العفو.