ينتظر معاذ بلغوات، المغني الذي بات واحدا من أجرأ منتقدي النظام في المغرب، حكما قضائيا بعد محاكمة واجه خلالها تهما ترتبط بالاعتداء بالضرب.. ويقول محاموه ونشطاء في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان إن الهدف منها تكميمه. وأصبح معاذ بلغوات، الذي يشتهر بلقب "الحاقد"، صوتا غنائيا لحركة 20 فبراير الاحتجاجية، التي استلهمت انتفاضات "الربيع العربي"، وطالبت بملكية برلمانيّة واستقلال القضاء واتخاذ إجراءات ضدّ الفساد والمفسدين.. وقد أجل القاضي النطق بالحكم المتوقع ليكون يوم الخميس. بلغوات البالغ من العمر 24 عاما يوجد في السجن منذ اعتقاله شهر شتنبر بعد "مشاجرة مع أحد أنصار الشباب الملكي".. وقد رفضت المحكمة جميع طلبات الإفراج المؤقّت التي قدّمت من المحامين، كما تأجلت المحاكمة ست مرات. وقالت خديجة الرياضي، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن الاتهامات "مهزلة".. مشيرة إلى اضطهاد "الحاقد" بسبب أغانيه المنتقدة للأوضاع.. وتابعت أن النظام لم يفرج عنه وأجل محاكمته بشكل متكرر لإسكاته. وأغضبت كلمات أغاني بلغوات اللاذعة الكثير من أنصار النظام.. وتقول إحدى أغنياته إن الملك "يمضي وقتا طويلا في إصدار الأوامر ولا يتسع وقته ليحصي أمواله في سويسرا".. لكنه مس وترا عند الشبان المغاربة الذين يشعرون بالإحباط بسبب قلة فرص العمل أو انعدامها. وتمثل محاكمة بلغوات اختبارا لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المعتدل، الذي يقود حكومة للمرة الأولى بعد فوزه بالانتخابات في نونبر.. أمّا مقر محكمة عين السبع بالدارالبيضاء فقد اكتظ بأنصار "الحاقد" حينما بدأ القاضي بالاستماع للمرافعات في جلسة عقدت خلال وقت متأخر مساء الثلاثاء، واستمرت أثناء الليل، وهو أمر غير مألوف. وقال محمد بوعوين، وهو واحد من 24 محاميا تطوعوا للدفاع عن المغني، إن موكله يواجه عقوبة السجن لثلاث سنوات إذا أدين.. وقالت خديجة الرياضي إن بلغوات واحد من عشرات من "سجناء الضمير" في المغرب. وتقول جماعات حقوقية، في الداخل والخارج، إن مئات الإسلاميين سجنوا في محاكمات لها "دوافع سياسية" وعقدت على عجل بعد هجمات الدارالبيضاء عام 2003.. وقد أسفرت تفجيراتها عن سقوط 45 قتيلا. ومن المقرر منح القضاء المغربي مزيدا من الاستقلال بموجب إصلاحات صاغتها المملكة العام الماضي، في محاولة لتفادي اندلاع انتفاضة شعبية. ويقول الشاب الذي يزعم أن بلغوات "اعتدى عليه بالضرب" إن الإصابة "أقعدته 45 يوما" لكن محاميّ الدفاع قدموا أدلة على تعافيه خلال "فترة أقل" من هذا وقالوا إنه ليس سوى "أداة سياسية".. فيما قال محمد، والد "الحاقد" إنه لن يساند ابنه في المحكمة "إذا ثبت ارتكابه أي خطأ".. وأضاف أنه تم الإيقاع بابنه، مشيرا إلى أن الشرطة والإسعاف وصلتا بعد خمس دقائق من الحادث.. وزاد: "هذا لا يحدث في المغرب قط".