شكل إحداث شبكة للمراكز العلمية المعنية بالبيئة والمناخ خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية (كوب 22)، المرتقب تنظيمه في نونبر المقبل بمراكش، محور لقاء عقد مساء أمس الأربعاء بالعاصمة الأرجنتينية بوينوس آيرس، وترأسه السيد نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، واللجنة العلمية للمؤتمر، ووزير البيئة والتنمية المستدامة الأرجنتيني، السيد سيرخيو بيرغمان، بحضور سفير المملكة بالأرجنتين، السيد فؤاد يزوغ. وشدد السيد بركة، الذي يقود وفدا سيشارك في ندوتين دوليتين تحضيريتين ببوينوس أيرس لقمة مراكش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش هذا اللقاء، الذي عرف حضور خبراء من الأرجنتين والشيلي والبرازيل وإسبانيا وفرنسا، على أهمية تنسيق عمل وجهود مختلف المراكز العلمية الوطنية والإقليمية المعنية بالبيئة والمناخ من خلال خلق شبكة تضم هذه المراكز خلال قمة المناخ "كوب 22"، بهدف تبادل التجارب وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات المناخية والبيئية المطروحة. وأضاف أن خلق هذه الشبكة من المراكز العلمية المعنية بقضايا البيئة والمناخ سيمكن أيضا من تعزيز القدرات ومن الولوج بشكل أفضل إلى الموارد، مبرزا، في هذا الصدد، أن آليات التمويل تشكل أحد أنجع السبل من أجل تبني أفضل للتدابير العملية لاتفاق باريس. وقال السيد بركة إن رئاسة المغرب ل"كوب 22" جعلت من مالية المناخ إحدى أولويات اللجنة العلمية التي يرأسها، مبرزا، في هذا الصدد، أن المملكة سطرت لنفسها مهمة المساهمة ووضع آليات من أجل جمع 100 مليار دولار سنويا إلى غاية 2020 لفائدة البلدان الأكثر عرضة للتغيرات المناخية. وأشار رئيس اللجنة العلمية لكوب 22 إلى أن هذا الموعد العالمي سيكون محطة "الانتقال من المفاوضات إلى التنفيذ" من أجل تحقيق الأهداف المسطرة في اتفاق باريس، مذكرا بأولويات قمة مراكش، والتي تتمثل، على الخصوص، في تعزيز قدرات البلدان في مواجهة التغيرات المناخية، والتمويل ونقل التكنولوجيا. من جانبه، اعتبر وزير البيئة والتنمية المستدامة الأرجنتيني، في تصريح مماثل، أن قمة المناخ "كوب 22" بمراكش ستساعد في تقوية المالية المناخية، ولا سيما لبلدان الجنوب، عبر العمل على تعبئة الرساميل الموجهة لتمويل الانتقال المناخي، مبرزا، في هذا الصدد، دور المراكز العلمية المعنية بشؤون البيئة والمناخ في تحقيق مثل هذه الأهداف. وقال إن المغرب ليس فقط البلد المضيف لقمة مراكش، بل يعمل على تنسيق الجهود والمساهمة في إعداد أرضية تمكن من تفعيل اتفاق باريس ويعمل على دعم إحداث مراكز لتعزيز القدرات والأبحاث العلمية والأكاديمية وكذا تطوير سياسيات عمومية في مجال التغيرات المناخية. كما شدد على أهمية العمل بشكل جماعي من أجل تحقيق الأهداف المسطرة بهدف الحفاظ على البيئة والمناخ، مضيفا "إننا متحمسون للغاية للمشاركة في قمة مراكش". من جهته، أبرز السيد عبد الواحد فيكرات، الكاتب العام للوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة، أن المغرب بادر إلى إحداث مركز الكفاءات في مجال التغيرات المناخية والذي يطمح لأن يكون أرضية للتعاون مع إفريقيا في هذا المجال، معتبرا أن هذا اللقاء بالأرجنتين مكن من البدء في بحث سبل إحداث شبكة عالمية لمراكز تعزيز القدرات، يسعى المغرب الى الاطلاع بدور ريادي داخلها، في أفق المساهمة في تفعيل اتفاقية باريس.