خبر صادم لمحبي فاكهة الموز يقول إنه قد لا يكون موجودا خلال الخمس أو عشر سنوات القادمة، بسبب مرض معقد التركيب، قد يحيل هذه الفاكهة إلى عدم. فبحسب قول أيونيس سترجيوبولوس وهو أخصائي في علم الأمراض النباتية،إن مرضا معقد التركيب سريع الانتشار يسمى “مركب سيغاتوكا” سيكون تهديدا خطيرا لمنتجات الموز في العالم.
و”مركب سيغاتوكا” مكون من 3 أنواع من الفطريات وهي سيغاتوكا الصفراء، ورقة يوماسي المبقعة وسيجاتوكا السوداء، ويعتبر فطر سيغاتوكا السوداء من أخطرالتهديدات التي تصيب ما يقارب 100 مليون طن من محاصيل الموز في أكثر من 120 دولة في العالم.
وقد قام العالم سترجيوبولوس بدراسة التسلسل الجيني لكل من فطر سيغاتوكا الصفراء وفطر ورقة يوماسي المبقعة، وقارن النتائج التي حصل عليها مع التسلسل الجيني لفطر سيغاتوكا الأصفر.
وكانت النتائج التي حصل عليها قد أثبتت أن هذه الفطريات الثلاث مجتمعة لا تتسبب فقط في القضاء على الجهاز المناعي لشجرة الموز، وإنما تعمل أيضاً على تكييف نظام تمثيلها الغذائي ليتطابق مع نظام التمثيل الغذائي للشجرة المضيفة.
وهذا يعني بأن الفطر ينتج نوعا من الإنزيمات تعمل على اختراق جدار خلية الشجرة ويقوم بالتغذية على السكر والكربوهيدرات الموجودة فيها. ويقول سترجيوبولوس: “لقد أظهرت الدراسات أن نوعين من أشد الأمراض الفطرية الخطيرة التي تصيب الموز، أصبحت أكثر شدة وضراوة، بسبب زيادة قدرتها على التعامل مع المسار الأيضي لشجرة الموز واستنزاف موادها الغذائية”.
وأضاف أن “هذا التغير الموازي في الأيض بين المرض والشجرة المضيفة لم يكن محط اهتمام حتى الآن وقد يشكل بصمة جزيئية لعملية التكيف الحاصلة، وهو حقيقة صيحة تحذير لمجتمع الباحثين للبحث عن آلية مشابهة ما بين مسبب المرض والشجرة المصابة”.
وأشار سترجيوبولوس إلى أن موز كافنديش، وهو الأكثر انتشارا في العالم والذي يزرع على شكل نبتات صغيرة قد تتسبب إصابته بالمرض في القضاء على المحصول كاملاً، مضيفا أن “نبتات موز كافنديش هي بالأصل متفرعة من شجرة واحدة أو مستنسخة منها، وتملك جميعها نفس التسلسل الجيني وهذه هي وصفة الكارثة الكبرى”.
وقال بأن سهولة الحصول على الموز حاليا تعطي تصورا للمشكلة لأن الناس يعتقدون أن الموز غير قابل للانقراض، وفي سبيل منع تعرض زراعة الموز للانقراض عالميا خلال العقد القادم، يجب على المزارعين أن يستخدموا 50 نوعا من المبيدات الفطرية لمحاصيلهم سنوياً.
وبين أن “حوالي 35% من كلفة إنتاج الموز هي لاستعمال المبيدات الفطرية، ولأن معظم المزارعين، لا يستطيعون تحمل هذه الكلفة فإنهم يزرعون محاصيل ذات جودة أقل مما ينعكس على محصولهم وعلى حصولهم على دخل أقل”.
وعلى الرغم من التوقعات السلبية فإن هناك احتمالات كبيرة في أن يتمكن العلماء من إنشاء منظومة دفاعية ضد المرض المعقد، ففي عام 2001 وفي مقاطعة تولي شمال كوينزلاند في أستراليا كانت محاصيل الموز على حافة الانتهاء بسبب اكتشاف إصابتها بفطر سيغاتوكا الأسود.
وتم اتباع برنامج مكثف لإزالة الأوراق مباشرة لكامل مزارع المحاصيل في دائرة نصف قطرها حوالي 50 كيلومتر، إضافة إلى أن معظم مزارعي مقاطعة تولي، يقومون بحمل رش جوية أسبوعيا تغطي حوالي 4500 هكتار من مزارع الموز.
وفي عام 2003 قام فريق من العلماء بالتأكيد على أنه تم إنجاز أول مرحلة للقضاء على فطر سيغاتوكا السوداء نهائيا، ولكن بما أن هذا المرض مركب من 3 أنواع من الفطريات فإنه لن يكون من السهل القضاء عليه.