يعلمون جميعهم أنها فقط زيارة لاكتشاف الجديد في عالم المركبات التجارية، يعرفون أيضا أنها تدخل في حب الاستطلاع أو زيارة معلم من معالم المدينة كساحة الحمام و " التوين سنطر" وغيرها... يمارسون سلوكا لا وعيا متمثل في البحث عن رفاهية اجتماعية، يفتقدون إليها جميعا محددة بالمكان و مقيدة بمدة زمنية محددة هي مدة الزيارة ! بعد ذلك سيعودون إلى واقعهم الذي يتقاسمونه مع العديد منهم بمواصفات مشتركة وتجمعهم أشياء كثيرة... حتى في نفس خطوط الحافلة ونفس سيارات الاجرة الكبيرة التي يقلّونها في إتجاه المركب! تجمعهم فكرة واحدة، هو تخصيص يوم لزيارة الفضاء وأخذ صور وسط أروقته بقليل من الابتسامة و بلباس انيق يليق ب "مروكو مول" ثم وضعها فيما بعد على صفحات الفايسبوك ! أناس تكسرت لديهم على الأقل تلك الرغبة في زيارته خصوصا عند سماع حديث من زاره سابقا ووصف تصميمه المعماري الذي ينافس المركبات التجارية العالمية ! يتجولون بين محلاته و ماركات " الفرونشيز" و بين أروقته المضيئة التي اختلفت ألوانها و أشكالها، يصعدون المصاعده الكهربائية، يشاهدون حوض الأسماك الإصطناعي الذي يتوسطه، و هم على يقين تام بأن كل ما يوجد بالمركب التجاري من أثمنة الملابس و الأكسوسوارات تجعلهم ينظرون في وجه بعضهم البعض بذهول ! فهناك ملابس موقعة تبلغ قيمتها الحد الادنى للأجور"السميك" وأكثر ! أي تغيب فكرة الشراء تماما عن وعيهم الجماعي، لأنهم يؤمنون بفكرة تواجد صنفين من الزوار، صنف يتجول بين أروقة المركب يصنفون أنفسهم ضمنه، و صنف اخر تجول مسبقا بين صفحات مواقع الشركات التي يريد إقتناء مشترياته منها، و حضر لكي يدفع الاجر بحك بطاقة ائتمان بنكية بتلك الآلة دون تدافع أو ازدحام ! يكتشفون عند خروجهم من "موروكو مول" أنهم يشبّهون مسألة "الزيارة" بزيارة الولي الصالح سيدي عبد الرحمن مول المجمر، الجار على بعد أمتار قليلة، غير أن سيدي "موروكو مول" يلجؤون إليه في إطار معرفة الجديد في عالم التجارة بالمقابل "مول المجمر" يتبرك به في إطار إبطال مفعول السحر " التفوسيخ". يعودون أدراجهم مقتنعين إقتناعا تاما بشيء واحد هو نجاعة مول "الفراشة" و"القيسارية مول" داخل أحياءهم الهامشية التي تتضمن أرخص وأحقر الماركات الصينية ! http://www.facebook.com/YoussefMAADOUROfficialPage