وفقا للمركز الألماني لأبحاث السرطان، فإن مرض الورم الحليمي البشري، هو من بين الأمراض التي يصاب بها معظم الناس في فترة الطفولة، ومن الممكن لفيروس الورم الحليمي البشري أن يؤدي إلى الإصابة بمرض سرطان الرحم أو أنواع أخرى من أنواع السرطان. وعادة ما يتم تطعيم الإناث ضد هذا الفيروس. لكن هذه الفيروسات هي من بين الفيروسات الأكثر شيوعا بالانتقال عبر الاتصال الجنسي. ما يجعل من الضروري تطعيم الذكور ضد هذا الفيروس أيضا، حسبما أورد موقع "دير فيستن" الألماني. هناك أنواع متعددة من فيروس الورم الحليمي البشري. ومعظم أنواع الفيروسات يمكن الشفاء منها دون أن يكون لذلك عواقب. لكن هناك سلالات خطيرة من هذه الفيروس من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان. كما يمكن لهذه الفيروسات أن تسبب ظهور ثآليل على الأعضاء التناسلية للإناث والذكور. في معظم الحالات يقوم الجهاز المناعي بمكافحة المرض. لكن يمكن للخلايا أن تصاب بالعدوى، في حال فشل الجهاز المناعي، وإصابة الخلايا المزمنه بهذا الفيروس، قد تنتهي بالإصابة بالسرطان. وسنويا تظهر حوالي 4662 حالة إصابة جديدة. وعدد وفيات المصابين بسرطان عنق الرحم يصل إلى حوالي 1500 حالة سنويا وتؤكد هذه النتائج على ضرورة التطعيم ضد الورم الحليمي أيضا. وهو ما توصي به اللجنة المسؤولة عن التطعيم مؤكدة أنه من الممكن للذكور الاستفادة من هذا اللقاح أيضا. إذ يمكن لهذه الفيروسات أن تنتقل أثناء ممارسة العلاقة الجنسية. وفي هذا الصدد يضيف الطبيب يان لايدل رئيس اللجنة المسؤولة عن التطعيم بالقول"من المعروف أن هذا الفيروس قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان الشرج أو القضيب" ويمكن لهذا اللقاح أن يمنع من الإصابة بسرطان الشرج لدى الذكور الذين تترواح أعمارهم بين 9 و15 عاما وأنواع أخرى من أنواع سرطان الأعضاء التناسلية حسبما أورد موقع"شبيغل أون لاين" الألماني. في مطلع الثمانينات، قدم الطبيب الألماني هالدرا تسوهاوزن ،الحاصل على جائزة نوبل للطب، أدلة تؤكد على أن فيروس الورم الحليمي البشري يلعب دورا هاما في تكوين سرطان الرحم. ليتم فيما بعد تطوير مصل مضاد لهذا المرض، وتم الموافقة على بيعه في السوق الأوروبية منذ عام 2006. الحليب للتطعيم ضد سرطان القولون! حتى عام 2003 شغل تسورهاوزن منصب رئيس المركز الألماني لبحوث السرطان في هايدلبرغ. وفي عام 2008 نال جائزة نوبل للطب، وذلك لما حققه في التعرف على سبب سرطان عنق الرحم، واكتشافه فيروسات بابيلوما (اتش.بي.فيHPV ) المسببة لسرطان عنق الرحم، وتطويره لمصل مضاد لهذا النوع من الأورام. تعد أمراض السرطان هي شغل تسورهاوزن الشاغل، فحتى الآن يحرص على متابعة أبحاثه في مكتبه في هايدلبرغ ، للبحث عن أسباب مرض السرطان، وتمكن من العثور على فيروسات أخرى لها علاقة بمرض السرطان، وهذه الفيروسات موجودة في لحوم البقر. ويسعى الطبيب الألماني البالغ (80عاما) إلى إيجاد الفيروسات المسببة لمرض سرطان الثدي والقولون، وعن ذلك يقول "ربما سيأتي يوما نستخدم فيه الحليب للتطعيم ضد فيروسات هذا النوع من السرطان" حسبما ورد على موقع "أوغسبرغه ألغماينه".