مكن مشروع تحسين نظام الري بالمدار السقوي لدكالة عبدة، في ظرف خمس سنوات (2011 - 2016) وبكلفة إجمالية تصل الى 50 مليون درهم، من مضاعفة مدخول الفلاحين بواقع 2,7 وبلوغ نسبة 30 بالمائة في اقتصاد استهلاك الماء في الهكتار. جاء ذلك خلال ورشة حول حصيلة هذا المشروع وفق مقاربة مقارنة (قبل وبعد وضع المشروع) نظمت اليوم الإثنين بالرباط من قبل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري. وحسب نتائج المشروع ، انتقلت مبيعات الفلاحين المستفيدين من المشروع من 2,782 مليون درهم إلى 7,681 مليون درهم، أي بزيادة تقدر ب4,899 مليون درهم. كما انتقلت الارباح من 1,060 مليون درهم قبل المشروع إلى 3,741 مليون درهم. وبخصوص استهلاك الماء، فقد عرف انخفاضا طفيفا ليستقر عند 166 متر مكعب، مقابل 437 متر مكعب قبل المشروع. ومكن إحداث نظام الري بالتنقيط من تنويع الزراعات، وذلك عبر إدخال اللفت (27,8 بالمائة)، والبرتقال (13,8 بالمائة)، والقرنبيط (16,1 بالمائة)، وحبة الحلاوة العربية أو البسباس (11,1 بالمائة) ومنتوجات أخرى. ولهذا الغرض، أحدث المشروع موقعا نموذجيا بمساحة 180 هكتار من أجل الترويج لهذا النموذج الجديد للسقي عبر التوضيح وتأطير الفلاحين بهدف تعميمه في ما بعد على مستوى الجهة المستهدفة. وتهدف هذه الورشة، التي ترأسها الممثل المقيم للوكالة اليابانية هيتوشي توجيما والكاتب العام لقطاع الفلاحة بالوزارة، إلى التعميم التدريجي، عبر التراب الوطني، للخبرات المكتسبة على مستوى الموقع النموذجي للمشروع بالمدار السقوي لدكالة عبدة. وفي كلمة بالمناسبة، أكد السيد الصادقي أن "المشروع منح الفلاحين معدات حديثة ومكنهم من مواكبة القرب من أجل تحسين فعالية استعمال ماء السقي، وتبني فلاحة قوية ذات قيمة مضافة بهدف تحسين مداخيلهم وظروف عيشهم"، مشيرا إلى أن هذا المشروع سيكون نموذجا يحتذى في مشاريع أخرى على مستوى مدار دكالة ومدارات أخرى من المملكة. كما تميز هذا اللقاء، الذي حضره المسؤولون المركزيون والإقليميون للوزارة ومدراء المكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي، وممثلون عن وزارة الاقتصاد والمالية ومنظمات دولية، بتقديم ثلاثة دلائل صيغت بشكل مشترك بين خبراء الوكالة اليابانية ونظرائهم من المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي. وترتبط هذه الدلائل بركائز التدخل في المشروع والتي تضم "اقتصاد ماء الري" و"إدماج زراعات ذات قيمة مضافة قوية" و"تعزيز قدرات جمعيات مستخدمي المياه المخصصة لأغراض زراعية". يذكر أن مشروع تحسين نظام الري بالمدار السقوي لدكالة عبدة يندرج في إطار مخطط المغرب الأخضر والبرنامج الوطني لاقتصاد مياه السقي، كما يهدف إلى الاستيعاب الجيد لنظام الري ومواكبة الفلاحين من أجل الاستخدام الأمثل لمياه السقي.