منذ خبر تمرير مراسيم إصلاح التقاعد بمجلس المستشارين يوم 28 يونيو المنصرم إنطلقت حملة على مواقع التفاعل الإجتماعي تدعو إلى الإحتجاج ضد هذه المراسيم التراجعية حسب تعبير عدد من المحتجين و ضد إحدى النقابات التي ضحت بمكاسب الشغيلة مقابل مكاسب سياسية حزبية قبيل الانتخابات التشريعية القادمة شهر أكتوبر القادم حيث إنطلقت عبر المواقع الإجتماعية دعوات للإحتجاج دون غطاء نقابي أو حزبي عبر تنسيقية إسقاط مراسيم التقاعد التي استكملت تشكيل هياكلها بمعظم جهات و أقاليم المملكة بالاحتجاج بالعاصمة الرباط أمام مقر البرلمان يوم 10 يوليوز الجاري بانتظار إصدار بيان بذلك .تلك النقابة المتفرعة عن حزب الاستقلال الذي عهد له دوما بإنجاز خيانات عظمى في حق المواطنين المغاربة، رغم التسمية ذات الحمولة الرمزية القوية بالنسبة لهم، وفيما يلي جرد لأهم ما فعله حزب الاستقلال على امتداد تاريخ مغرب ما بعد الاستقلال : حزب الاستقلال و تاريخ الخيانة : - في سنة 1955 : تآمر حزب الاستقلال على جيش التحرير و حركة المقاومة المسلحة المغربية لطرد المستعمر ، حيث آغتال أبرز قيادييه و على رأسهم الشهيد عباس لمساعدي . - سنة 1956 : بعد حل جيش التحرير و تصفية قادته ، باع حزب الإستقلال الوطن بالجملة في ما بات يعرف بآتفاقية إكس ليبان . - سنتي 58 و 59 : وقف حزب الإستقلال وراء المجازر الجماعية التي ارتكبت في حق مغاربة الريف ، و التي راح ضحيتها آلاف من الأبرياء ، لا زال يجهل مصير العديد منهم ليومنا هذا ، لا شيء سوى لﻹستيلاء على الوطن و إرساء نظام الحزب الوحيد و الزعيم الوحيد و اللغة الواحدة . - سنة 1960 (20 مارس ) أعلن حزب الإستقلال تأسيس مركزية نقابية ملحقة له أطلق عليها إسم الإتحاد العام للشغالين ، هدفها الأساسي كسر وحدة أكبر مركزية نقابية عمالية مستقلة و التي كانت من تأسيس خيرة مثقفي و مناضلي الوطن خلال فترة الإستعمار و هي الإتحاد المغربي للشغل ، و ذلك عندما رفض قادتها توظيف العمال في الصراعات السياسية لحزب الإستقلال مع نظام الحسن الثاني آنذاك حول السلطة . - سنة 1990 (دجنبر ) أعلن حزب الإستقلال (ملحقته النقابية ) عن إضراب عام سياسي و ملغوم ، خلاله فر أبرز قادته ( و في مقدمتهم حميد شباط ، الذي قيل في روايات أنه احتمى تحت الطلب في فيلا عامل فاس لعدة شهور ) و تركوا آلاف العمال يواجهون رصاص البصري ، و خلف ذلك سقوط ضحايا بالجملة ، بالإضافة لمختطفين و مشردين و متابعين قضائيا . - سنة 2002 (فبراير ) : حزب الإستقلال و بزعامة عباس الفاسي الذي كان يشغل منصب وزير التشغيل انذاك، يتورط في أكبر فضيحة للنصب و الإحتيال في تاريخ المغرب الحديث ، عندما أوهم 30 ألف شاب مغربي بالعمل في إطار عقود عمل مع شركة النجاة الإماراتية ، مع الاستيلاء على مبالغ مالية لا تقل عن 1000 درهم للفرد الواحد نظير تسجيله في تلك الشراكات الوهمية .. - سنة 2016 ( يونيو ) خان حزب الإستقلال و ملحقته النقابية الطبقة العاملة المغربية ، عندما اختار الغياب عن جلسة التصويت العامة على مشاريع التقاعد المجحفة في حق مئات آلاف الموظفين، عندما عقد صفقة في الكواليس على ظهر الطبقة العاملة المغربية، مع من اتهمهم بالأمس القريب بالانتماء لداعش و موالاة الكيان الصهيوني ، مقابل إعادة تشكيل تحالف جديد قديم . تلك إذن جزء من محطات تاريخية تكشف بشاعة الخيانة بأساليب مختلفة و إخراج ثلاثي الأبعاد لهذا الحزب البئيس .