لعل قضية تبذير الشوباني للمال العمومي ومال الفقراء في افقر جهة بشرائه سبع سيارات رباعية الدفع من نوع "توارك " بمبلغ خيالي 280 مليون سنتيم، وما أثارته من ردود أفعال و أقوال وتناسلت الأقاويل والأحاديث والتحليلات بخصوصها، يضعنا أمام الأمانة في المسؤولية وتولية أمور المسلمين خصوصا من طرف من يعتبرون انفسهم أولياء الله في الأرض، و الذين لا يترددون في إعطاء الدروس والوعظ في الزهد والاقتصاد، كما انهم لا يتوانون في ترديد سمفونيتهم بخصوص الإصلاح ومحاربة الفساد والمفسدين، ولو طبعا على حساب الفقراء و رهن مستقبل البلد بالديون. لكن لعل المتتبع للتاريخ الإسلامي فإن الاتهام بسرقة أموال المسلمين لم يسلم منها حتى الصحابة ورواة الحديث فبالأحرى أتباع التابعين. وهنا نسوق رواية اختلف بخصوصها المحدثون ومفسري الأحاديث بين من يعتبر الرواية ناقصة وفيها خلاف ما يذهب إليه وينقل منها الشبهة قصد الإساءة الى الصحابة رضوان الله عليهم. لكن على أية حال فالرواية متداولة صحيحة أم لا. وهي كالآتي: انه عندما توفي الرسول ص ولى الخليفة عمر رضي الله عنه الصحابي ابي هريرة خليفة على البحرين عام 20 ه بعد وفاة العلاء بن الحضرمي. لكن سرعان ما أقدم عمر رضي الله عنه على عزل الخلفية ابي هريرة وولى مكانه عثمان بن أبي العاص الثقفي، اما السبب في ذلك فكان عندما أجاب الخليفة عمر بأنه – أبي هريرة – يملك عشرين ألفا من بيت مال البحرين حصل عليها من التجارة. بقوله ( كنت أتجر ) – تاريخ الذهبي الكبير 2/338 – وكان رد الخليفة عمر رضي الله عنه: "عدوا لله و الإسلام ، عدو لله و لكتابه، سرقت مال الله ، حين استعملتك على البحرين و أنت بلا نعلين ما رجعت بك أميمة (أمه) إلا لرعاية الحمير.." و ضربه بالضرة حتى أدماه (العقد الفريد). ومنذ ذلك الحين منعه سيدنا عمر رضي الله عنه من رواية الحديث النبوي بقول: (لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القرود أو بأرض دوس ). و هو ما اكده أبو هريرة: ( ما كنت استطيع ان اقول قال رسول الله - ص- حتى قبض عمر ). رغم انه كما قلت هناك من ينكر هذه الرواية كما قال أحدهم ولم يثبت أن قال ذلك عمر وليس للرواية إسناد..... فإذا كانت الرواية صحيحة أم خاطئة حسب الرواة والتحليلات والدفوعات، قد وقعت للصحابة واتهموا ومنعوا من رواية الحديث من طرف صحابة آخرين وعلى راسهم أمنا عائشة رضي الله عنها، وقعت في 20 ه فمبال الصحابي الخليل لبنكيران الحبيب الشوباني في 1437 ه. فكيف لا يتهم هذا الصحابي لبنكيران؟ وهل سيتهم من أمهم سمية بنخلدون بما اتهمت عائشة رضي الله عنها ابي هريرة؟ لا مجال للمقارنة بين الصحابة الاثقياء و بين من تسلط على الدين لخدمة السياسة بشعارات جوفاء. هل سيقول الشيخ بنكيران لخليفته على درعة تافيلالت " عدوا لله و الإسلام ، عدوا لله و لكتابه، سرقت مال الفقراء ، حين استعملتك على درعة تافيلالت و أنت بلا نعلين حين اشتريت الكات كات و خصوصا التوارك هل سيضربه بالضرة حتى يدميه أم بمسطرة لجنة الأخلاق والشفافية حتى يعزله؟؟ ابدا الفساد يبدأ من كبيرهم الذي استبق الامر بشراء المرسيديس.