هي فضيحة بما تحمل الكلمة من معنى ، فقد أفادت مصادر موثوقة ل"أخبارنا" أن خلافا كبيرا حول سيدة مريضة نفسية ومشردة وقع بين مستشفى أزيلال ومستشفى بني ملال ، هذا الأخير سبق وأن استقبل منذ ثلاثة أشهر سيدة مشردة حامل تسمى د.عيشة في الأربعينات من عمرها ، وأدخلها إلى قسم الولادة ،وقام بتوليدها حيث أنجبت طفلا من الشارع مجهول الأب ، واحتضنها لمدة طويلة إلى أن بدت عليها علامات الاضطراب النفسي ،ونظرا لكون المستشفى الجهوي ببني ملال لا يتوفر على جناح لأمراض النساء العقلية ، أرسلها رفقة مولودها ليلة أول أمس الأربعاء بعد صلاة التراويح إلى مستشفى أزيلال المتخصص في أمراض النساء النفسية والعقلية . إلا أن الفضيحة التي ستحرج وزير صحة لا محال ، هو كون المستشفى الاقليمي لأزيلال ، وفي خطوة تعكس واقع المستشفيات المغربية وعدم قدرتها لاستعاب المرضى النفسيين ، قام بنقلها بعد منتصف ليلة الخميس الجمعة في الظلام الدامس من أزيلال إلى بني ملال ، وأراد أن يتركها بقسم المستعجلات بالمستشفى الجهوي، فتدخل الطاقم الطبي الذي أجبره على إرجاع المريضة عيشة لأزيلال لحاجتها للعلاج النفسي ،وأمام ذلك قام سائق سيارة الإسعاف برمي المريضة وابنها والتخلص منهما بمكان داخل المستشفى ثم حاول الفرار ،إلا أن حراس الأمن الخاص أوقفوه بعدما حاول دهسهم ، واخبروا ادارة المستشفى ورجال الأمن الذين أجبروا السائق على المغادرة والعودة بالمريضة لأزيلال. وفي حدود الساعة الثالثة من فجر اليوم الجمعة عاد من جديد سائق سيارة الاسعاف إلى قسم الولادة ببني ملال ،وأراد التخلص من عيشة المشردة والمريضة نفسيا ، لكن مرة أخرى تدخلت الأطر الطبية ورجال الشرطة الذين أخبروا وكيل الملك ببني ملال بالواقعة ، هذا الأخير أمر بوضع المولود بمؤسسة باب الخير داخل مستشفى بني ملال ،وإنجاز محضر بالواقعة والاستماع لسائق سيارة الاسعاف ،فيما أكدت مصادر "أخبارنا" أن المريضة النفسية سيتم نقلها إلى مستشفى برشيد بحجة أن مستشفى أزيلال مملوء عن اخره ولا يتوفر على أسرة. من جهتهم حقوقيين عبروا ل"أخبارنا" عن استنكارهم الشديد لما باتت تتعرض له فئة المشردين والمختلين عقليا والمضطربين نفسيا ببني ملال كان أخرها قضية عزيزة وبلال ،وحملوا المسؤولية لوزير الصحة الحسين الوردي الذي أغلق بويا عمر ،وفي عهده أصبحت شوارع بني تعج بشكل غير مسبوق بالمختلين والمختلات عقليا ، هؤلاء يشكلون خطرا على سلامة المواطنين ، وفي نفس الوقت يحتاجون للعلاج والعناية من طرف المستشفيات لا أن تتقاذفهم وترمي بهم في الشوارع.