افتتحت، أمس الخميس بوجدة، فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للمسرح، الذي تنظمه جمعية كوميدراما للثقافة والمسرح، بتكريم الفنان المسرحي محمد حرفي الذي راكم تجربة مسرحية لافتة منذ خمسينيات القرن الماضي. وتم، خلال حفل الافتتاح، تقديم عروض فنية توزعت بين الموسيقى والاستعراض في لوحات فنية وقعها فنانون من داخل الجهة الشرقية وخارجها. ويسعى المنظمون إلى جعل هذه التظاهرة الفنية "وسيلة ناجعة للتقارب بين الشعوب والحضارات عبر التلاقح الثقافي وجدلية التأثر والتأثير، ومظهرا من مظاهر الدبلوماسية الموازية" التي تعرف بالثقافة والحضارة والمجتمع المغربي. وقال مدير المهرجان مصطفى الرمضاني، في كلمة تقديمية، إن المسرح "فن جميل، يعلمنا كيف نتربى على قيم الجمال والخير في مقابل كل قيم القبح والشر، ومنها طبعا كل مظاهر التطرف والعنف والإقصاء". وأضاف "في المسرح نتدرب على ترسيخ ثقافة الإثبات والبناء مقابل ثقافة المحو"، معتبرا أن المهرجان الدولي للمسرح بوجدة "محطة من محطات ترسيخ ثقافة البناء والإثبات والحوار والتنوع". وأكد الرمضاني أن المهرجان الدولي للمسرح بوجدة ينفتح سنويا وفي كل دورة على مدارس واتجاهات وحساسيات فكرية وفنية جديدة، ملحا على أن هذه التظاهرة المسرحية تعد "ملتقى للثقافات والحضارات عبر العروض المسرحية التي تقدمها فرق مسرحية عالمية تتنوع في أساليبها الجمالية وتختلف في طرق اشتغالها". وتشارك في الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للمسرح بوجدة مسرحيات "الدكتورة معجزة" للفرقة الفرنسية "أوبرا إكس نيهيلو"، إخراج أوليفيا فوكونو، و"راحلة" للفرقة الجزائرية مسرح البهجة، إخراج تونس آيت علي، و"أنا، أوتا نهر في هيروشيما"، للفرقة السويسرية "تي أ 58"، إخراج سيدريك لوبشير. كما تشارك في فعاليات هذا المهرجان مسرحيات "كويميرا"، للفرقة الإسبانية "غارغيدا تياترو"، إخراج باكو خوان براد، و"بيركولا" للفرقة المغربية "تفسوين للمسرح الأمازيغي"، إخراج سعيد أبرنوص، و"بوبول فوه" للفرقة المكسيكية للمركز الثقافي لخليل جبران، إخراج خوسي كابريرا. وتنظم، على هامش فعاليات هذه التظاهرة الفنية التي تتواصل إلى غاية 16 ماي الجاري، ورشات تكوينية يشرف عليها الفنانان المسرحيان السويسريان ناتاشا أستوطو وسيدريك لوبشير.