نظم مجلس القيادات الشابة لمدينة طنجة، مساء امس الاربعاء بطنجة، لقاء حواريا حول موضوع "إشكالية ولوج الشباب في وضعية إعاقة للنقل الحضري"، بحضور ممثلي جمعيات مهتمة بشأن الاعاقة والهيئات المنتخبة والمهنية. وسعى هذا اللقاء، الذي شاركت في تنظيمه منظمة البحث عن ارضية مشتركة وجميعات مدنية اخرى، الى إطلاق حوار عمومي حول تدعيم ولوج الاشخاص في وضعية إعاقة للنقل الحضري، وكذا تحسيس المجتمع والمتدخلين المؤسساتيين والخواص في مجال النقل بضرورة ايلاء اهتمام خاص واستثنائي لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة وحقهم في استعمال النقل العمومي ،وفق شروط ومعايير تراعي خصوصياتهم وحاجاتهم الملحة للاستفادة من هذا القطاع الحيوي. كما سعى هذا اللقاء الحواري، الذي أطره اساتذة جامعيون وفعاليات مدنية ومنتخبون، الى فتح حوار متعدد الاطراف لتحديد مسؤوليات مختلف المتدخلين في قطاع النقل الحضري من أجل إيجاد الحلول المناسبة والعملية للتجاوب مع انتظارات ذوي الاعاقة البدنية من مختلف الاعمار، وضمان حقهم في التنقل والخدمات العمومية، المرتبطة بمجالات الصحة والتعليم، وتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص. وقالت فاطمة الزهراء بنغازي، منسقة اللقاء الحواري، ان هذه الفعالية، بالإضافة الى هدفها المباشر في توعية المجتمع وتشبيك جهود المتدخلين في قطاع النقل من منتخبين واصحاب القرار وقطاع خاصة وجمعيات مدنية داعمة للشأن الإعاقي، فإنها ايضا تروم تشجيع المشاركة الشبابية في مجال الحكامة المحلية وتعزيز التطوير الذاتي للشباب وتمكين هذه الفئة من تحمل المسؤولية المدنية في بناء عملية الحوار وتشجيع الفئات المعنية على التعبير عن آرائها بخصوص قضايا المجتمع وفق مقررات دستور 2011 . ويعد اللقاء ايضا، حسب ذات المصدر ، مناسبة لتعزيز قيم التمساك الاجتماعي والتضامن وتكريس ثقافة الحوار داخل المجتمع من اجل ايجاد الحلول الجماعية لإشكالية ولوج المعاقين بدنيا للنقل الحضري ودعم القضايا المجتمعية ذات الراهنية والأولوية ،والتي تستدعي مقاربات موضوعية وحلول شاملة. من جهته، قال رئيس اتحاد الجمعيات العاملة في مجال الاعاقة بولاية طنجة محسن الراشدي إن اللقاء يعد مناسبة مهمة وآنية للترافع حول قضية مهمة جدا تهم الاشخاص في وضعية اعاقة وتهم بالتحديد مسألة الولوجيات سواء المرتبطة بالتنظيم المجالي الحضري وتنظيم السير والجولان على مستوى ولاية طنجة ،و بالخصوص الولوج الى النقل بجميع اشكاله و الخدمات العمومية بشكل عام. واعتبر، في هذا السياق، ان ولوج ذوي الاحتياجات الخاصة للنقل الحضري، كمسألة حيوية للأشخاص المعنيين، يجب ان توضع ضمن أولويات المسؤولين عن تدبير الشأن العام المحلي، مبرزا ان مثل هذه اللقاءات الترافعية لا يمكن الا ان تكون مفيدة للفئات المعنية لتكريس قيم المساواة بين كل افراد المجتمع وتحقيق التنمية العادلة وضمان العيش الكريم للفئات المحتاجة والعيش في فضاء يسع للجميع على قدم المساواة. وأوصى المشاركون في اللقاء بوضع مشروع محلي دامج من اجل ولوج الأشخاص في وضعية إعاقة لحقوقهم الحيوية، التي يعد الولوج الى النقل احد اولوياتها، وتعزيز المشاركة المواطنة للأشخاص في وضعية إعاقة من خلال دمج بعد الإعاقة في السياسات العمومية المحلية وترجمة بنودها على أرض الواقع ،وكذا ضبط المعايير التقنية الدولية عن ولوجيات الأشخاص محدودي الحركة. كما اوصى المشاركون بضمان تكفل جيد لحاجيات الأشخاص في وضعية إعاقة والأخذ بعين الاعتبار هذه الحاجيات في التخطيط للسياسات العمومية على المستوى المحلي، إضافة إلى تخفيف عبء تنقل هاته الفئات مع ضمان تقديم نفس الخدمات لها إسوة بباقي أفراد المجتمع.