ما تزالُ القمة التاريخية الخليجية - المغربية التي انعقدت بالرياض الأسبوع الماضي ،والتي شارك فيها ملُوك وأمراء البُلدان الخليجية الست إلى جانب المغرب، (ماتزالُ) تُخلف الكثير من ردود الفعل المُشيدة بما خلُصت إليه من نتائج . في هذا المنحى ،وصف الكاتب الجزائري المُعارض لنظام العسكر الحاكم ،القمة الخليجية المغربية ب "القنبلة النووية" التي نزلت على حكام قصر المرادية "فجأة من مسافة خمسة آلاف كيلومتر من منطقة الخليج ،والذي أسقطها ملك المغرب الشاب الذي ما فتئ يفاجئ العالم بأفكاره الاستراتيجية العصرية الحداثية المُستقبلية النبيلة". الكاتب الجزائري ،صاحب المقالات الغزيرة ،رصد في مقاله الجديد ما أسماه بالحقائق المُهمة التي تكشف عنها الضربة الخليجية المغربية ،ومنها أن "التحالف الخليجي المغربي جاء ردّاً مباشرا على تغيير الغرب وأمريكا لمواقفهم التقليدية من حلفائهم في المشرق والمغرب ،وردّاً على مناوراتهم لتقسيم دول الشرق الأوسط والمنطقة المغاربية وخاصة تلك التي لا تزال تحتفظ بمقومات وجودها وأمنها الداخلي والاقتصادي بعد سلسلة الاضطرابات التي شملت العراقوسوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن والسودان والأزمة الدائمة التي تعيشها لبنان بسبب شوكة حزب الله الإيراني في خاصرة لبنان العربي".
الحقيقة الثانية التي أبانت عنها هذه القمة ،هي اقتناعُ دول الخليج بأن "الجزائر هي العدو المُباشر للمغرب في قضية الصحراء المغربية وليس هناك لا بوليساريو ولا هم يحزنون ،اقنتعوا بأن الدول العربية كلها قد خذلت الشعب المغربي حينما تركوه لقدره طيلة 40 سنة أمام عدوان جنرالات الجزائر الغَدَّارين ،بعضهم كان يصُب الزيت على النار مثل ليبيا القذافي وسوريا الأسد ،وبعضهم بالصمت واللامبالاة كدول الخليج ولبنان وتونس ومصر والسودان ،وبعضهم بالجبن والغدر الخفي كموريتانيا المرتعدة خوفا من عسكر الجزائر،ولم تكن سوى عراق المرحوم صدام حسين هو الذي كان يعلن أن الصحراء مغربية جهارًا".
الكاتب الجزائري ،أضاف أن "الضربة الخليجية المغربية" ، عرّت "الجمعيات والمُنظمات الحقوقية العالمية التي تستعملها أمريكا والغرب عمومًا بطريقة غير مباشرة كحصان طروادة لتدمير الدول العربية من الداخل واستعمال ( حرب حقوق الإنسان الهدامة ) لتبرير الحصار الاقتصادي أو التدخل العسكري ،فالاستغلال الدنيء لهذه المُنظمات يستدعي الحذر منها لأنها مُخترقة بالدولار النفطي والغازي واستعمالها لزعزعة أمن واستقرار الدول منها المغرب ودول الخليج ،ومنها جمعيات ومُنظمات داخل المغرب نفسه مخترقة من طرف المخابرات الجزائرية تتلقى الدعم المالي منها وتعمل لحساب الطرح الانفصالي في جنوب المملكة".
أما الحقيقة الأخيرة التي رصدها سمير كرم ،فتكمنُ في "الرد السريع والفج والصبياني لحكام الجزائر على القنبلة النووية التي نزلت عليهم من الرياض ،هو الإصرار على شذوذهم الدبلوماسي المتمثل في زيارة وزير تقرير مصائر الشعوب والأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي المدعو عبد القادر مساهل إلى دمشق !!! حقا إنها تصرفات غبية وصبيانية تلك التي يقوم بها حكام الجزائر ،نسألهم :هل سوريا بشار السفاح لا تزال دولة يمكن التحالف معها كرد على التحالف الخليجي المغربي ؟؟ لقد
تمسك غريق بغريق ،فجزائر الكسيح بوتفليقة لا تختلف عن سوريا بشار السفاح فكلاهما ذبح شعبه ، حكام الجزائر ذبحوا ربع مليون جزائري في العشرية السوداء ولايزال حوالي 50 ألف في عداد المفقودين ، ذلك ما نصح به حكام الجزائر أن يفعل مثله بشار السفاح في الشعب السوري فكان التلميذ أشطر من الأستاذ حيث ذبح بشار حوالي نصف مليون سوري وشرد في الداخل حوالي 8 مليون سوري وتشرد في الخارج أكثر من 4 ملايين لاجئ ، إنها العبقرية الجزائرية في الرد على مطالب الشعوب بالديمقراطية والحرية !!! من يدري ؟ لعل عبقرية السفاحين الاثنين تتفتق عن رد صاعق للتحالف الخليجي المغربي قد تظهر معالمه في تصدير الإرهاب إلى الخليج والمغرب ،ألا يعتبر حكام الجزائر صناع الإرهابيين في العالم يمولونهم ويسلحونهم ويزرعونهم في بقاع الدنيا ؟؟".
نظامُ الكسير بوتفليقة حليف إيران في المؤامرات من أجل تدمير الدول العربية وتشريد شعوبها ،يقول الكاتب ،(هذا النظام) "لا يمكن أن يُفكر مطلقا فيما يجمع العرب بل بالعكس فهم يفكرون بجد وحيوية فيما يُفرق العرب لا ما يجمعهم ،لأن الماء الذي يعشقون السباحة فيه هو الماء العكر، كذلك هم حكام الجزائر ،حكام الجزائر لن يغمض لهم جفن إذا رأوا بعض العرب على قلب رجل واحد بل يعملون صباح مساء وينفقون ملايير الدولارات من أجل التفرقة العربية وخلق الأقطاب المتنافرة".