ما تزالُ وسائل الإعلام الجزائرية تُسلط الضوء على القمة التاريخية الخليجية المغربية التي انعقدت بالرياض الأربعاء المُنصرم. في هذا المنحى وجهت صحيفة الخبر المحلية لكاتب الدولة سابقاً لشؤون الخارجية الجزائرية ،حليم بن عطا الله ،سؤالا حول ما هي المصالح التي حققها المغرب من وراء تحالفه مع بُلدان الخليج ؟ المسؤول الجزائري السابق قال أن "المغرب تضامن مع العربية السعودية، معتبرا أن ذلك يضمن مصالحه الوطنية وانتظر المقابل على ذلك. وقد جاء أخيرا هذا المقابل على شكل مجموعة من المنافع، ظهرت في بناء شراكة استراتيجية، كما سميت، والتي نسجها المغرب منذ عدة سنوات مع هذه القوى المالية، وهو ما يعني أيضا أن دول الخليج أدارت الظهر للجزائر التي أوفدت مبعوثا عنها للسعودية لمحاولة ترطيب الأجواء، إلى جانب الدعم الصريح المقدم للمغرب في قضية الصحراء الغربية، في الوقت الذي دخل المغرب في خلاف حاد مع مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة حول هذه القضية، مع الأخذ بالحسبان القدرة على الضغط التي تملكها دول الخليج على عدد من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لدعم مشروع المغرب في الحكم الذاتي بالصحراء الغربية". وبخصوص هل كانت محاولة الجزائر التقرب من السعودية خطأ ؟ أجاب حليم بن عطا الله بالقول أن "دول الخليج كانت دائما تفضل المملكة المغربية في علاقاتها مع المغرب العربي، لكن ما يهمني بغض النظر عن الجزء الظاهر من هذه العلاقة، هي الرسائل المشفرة التي تم توجيهها إلى الجزائر خلال القمة الأخيرة لدول الخليج بمشاركة العاهل المغربي محمد السادس". وأضاف: "أنا أطرح السؤال حول التوقيت الذي أرسلت فيه الجزائر مبعوثها إلى السعودية، فإذا كانت تعلم أن المغرب سيشارك في القمة الخليجية، فإن خطوتها هذه لا معنى لها ولم يكن هناك داع لاستمالة السعودية، لأنها قد حسمت موقفها. أعتقد أن المواقف المعلنة من الجزائر واضحة ولا ضبابية فيها، ولم يكن هناك داع أصلا لإيفاد هذا المبعوث أو توجيه الدعوة للملك السعودي لزيارة الجزائر، لأن هذه الخطوة أضعفت الجزائر وجعلتها تظهر وكأنها تبحث عن مصالحة مع السعودية. بينما السعودية من خلال الاستقبال الذي خصه مجلس التعاون الخليجي للعاهل المغربي، قد ردت الصاع صاعين للجزائر بسبب عدم مساندتها لها في تدخلاتها في الشرق الأوسط".