انطلقت، اليوم الخميس بمراكش، أشغال الملتقى الحادي عشر لشبكة مستشفيات إفريقيا والمحيط الهندي ومنطقة الكرايبي، المنظمة على مدى يومين تحت شعار "دور المستشفى الإفريقي في تفعيل التغطية الصحية"، وذلك بمناسبة مرور 20 سنة على إحداث هذه الشبكة. ويشارك في هذا الملتقى الطبي، المنظم تحت إشراف وزارة الصحة وبشراكة مع المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، أزيد من 200 شخص يمثلون عدة دول افريقية وممثلي المنظمة العالمية للصحة بالمغرب والشرق الاوسط وشمال إفريقيا. وأكد رئيس شبكة مستشفيات إفريقيا والمحيط الهندي ومنطقة الكرايبي، الدكتور محمد سعيد بلقاضي، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية، أن المستشفيات مدعوة الى تطوير آلياتها وتعزيز بنيتها التحتية وامكانياتها التقنية وكفاءاتها البشرية والادارية، والاستجابة لمتطلبات المردودية والجودة، في مقابل المشاركة الكبيرة للمستفيدين في تمويل نظام الحماية الاجتماعية. وأضاف أنه من خلال المناقشة وتبادل الافكار الجديدة والمثمرة يمكن تسليط الضوء على الانظمة الصحية بالدول المنتمية لهذه الشبكة من اجل تحقيق تغطية صحية متوازنة وعادلة تضمن لجميع المواطنين الحق الكامل في الولوج الى العلاج والحق في الصحة والحماية الاجتماعية، باعتبارها قاطرة ورافعة للتنمية الاجتماعية المستدامة، علاوة على وضع الشروط الضرورية لملاءمة المستشفى الإفريقي مع الاطار الجديد المحدث لتعميم التغطية الصحية الشاملة. ومن جهته، أوضح ممثل وزارة الصحة، السيد خالد الزنجري، المدير الجهوي للصحة لمراكش آسفي، أن المغرب شهد تطورا كبيرا في مجال التغطية الشاملة، مضيفا أن المملكة تعرف، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، منذ أزيد من عشر سنوات ورشا اجتماعيا كبيرا للتغطية الصحية، والذي بدأ بالتأمين الصحي الاجباري، ثم نظام راميد الذي شمل الفئات الهشة والتغطية الصحية للطلبة. أما ممثل المنظمة العالمية للصحة بالمغرب، السيد إيف سوتيروند، فأبرز من جانبه، أن المنظمة تسعى الى جعل التغطية الشاملة أولوية وهدف استراتيجي لتفعيلها في كافة دول العالم، مشيرا الى أن تعزيز المراكز الاستشفائية يشكل اولوية بالنسبة للمنظمة، للمضي قدما نحو هذا الهدف المتمثل في التغطية الشاملة. ومن جانبه، أوضح الكاتب التنفيذي للشبكة، السيد باسكال أوميال، أن هذا اللقاء يشكل مناسبة لتبادل الافكار حول دور المستشفى الافريقي في تفعيل التغطية الشاملة، وأيضا البحث عن أفضل استراتيجية للتمويل المستدام لنظام التأمين الصحي بالبلدان المنتمية لهذه الشبكة. وأشار إلى أن الهدف من هذه اللقاءات يكمن في مناقشة والتفكير بشأن عدد من التحديات التي تواجهها مختلف المستشفيات، والعمل على إيجاد الحلول لها لضمان استدامة جودة العلاج وتقوية نظام الصحة. وأجمعت باقي التدخلات على أن تشبيك التجارب وتقاسم الخبرات في المجال الصحي، خاصة التغطية الشاملة في اطار جنوب- جنوب وشمال- جنوب، من شأنه العمل على تقديم الحلول الملائمة وضمان حق الولوج الى العلاج، مشيرين الى أن من بين التحديات التي يجب على المستشفيات رفعها، هي الحكامة والتخطيط الاستراتيجي والتمويل والموارد البشرية وجودة الخدمات. وسيناقش المشاركون، من خلال موائد مستديرة ومحاضرات، مواضيع تهم بالخصوص "تطوير التغطية الصحية الشاملة في بلدان شبكة بلدان إفريقيا والمحيط الهندي ومنطقة الكرايبي، دراسة حالات راهنة، أطروحات واقعية وتحليل نقدي للنماذج" و"إسهام التغطية الصحية الشاملة في تنمية القطاع الاستشفائي بإفريقيا ودول جنوب الصحراء" و"التغطية الصحية الشاملة بالمغرب وتأثيرها في إصلاح القطاع الصحي" و"دور النظام المعلوماتي في تنمية التغطية الصحية الشاملة". يذكر أن شبكة مستشفيات إفريقيا والمحيط الهندي ومنطقة الكرايبي تسعى الى تعزيز التواصل وتشجيع التبادل في افق تاسيس شراكة تقنية وعلمية حقيقية بين مختلف الفاعلين الصحيين المنضوين تحت لواء الشبكة .