افتتحت، اليوم السبت بالمركب الثقافي بخريبكة، الدورة التاسعة من المناظرة الوطنية حول أسئلة إصلاح منظومة التربية التي ينظمها مركز الدراسات والأبحاث في منظومة التربية والتكوين بتعاون مع فرع الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية بخريبكة، حول موضوع "إشكالية القيم في منظومة التربية والتكوين ودورها في بناء الهوية". ويهدف هذا اللقاء، المنظم بتنسيق مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال- خنيفرة، والمجلس العلمي المحلي والمجلس البلدي للمدينة، إلى فتح نقاش عام حول منظومة التربية والتكوين من خلال طرح أسئلة ملحة حول إصلاح المنظومة، خاصة في ما يتعلق بالقيم وأثرها في تكوين شخصية الإنسان والمتعلمات والمتعلمين، وكذا طرح بعض التجارب الناجحة ونقلها إلى الأجيال الصاعدة لبناء منظومة قيمية مرجعية لإصلاح مجال التربية والتكوين. ويشكل هذا اللقاء، المنظم على مدى يومين بحضور أكاديميين وباحثين في مجال التربية والتكوين، مناسبة للبحث عن مداخل إستراتيجية حقيقية لإصلاح منظومة التربية والتكوين، ومناقشة الأسئلة العميقة لإشكالية القيم في منظومة التربية والتكوين وأثرها في تشكيل هوية إنسان المستقبل باعتبار أن منظومة القيم تشكل ركيزة أساسية لإصلاح المنظومة وبالتالي بناء مجتمع سليم . وقالت فاطمة أباش في كلمة باسم مركز الدراسات والأبحاث في منظومة التربية والتكوين، إن اختيار إشكالية القيم في المناهج الدراسية وفي نظام الوحدات بمؤسسات تكوين الأطر يأتي اعتبارا لأهمية الموضوع الذي أضحى من المواضيع الأكثر اثارة للجدل بين كل المهتمين به من اتجاهات فكرية متنوعة ومرجعيات مختلفة، وكذا كون منظومة القيم تشكل اللبنة الأساسية لإصلاح الإنسان وركيزة أساسية لإصلاح منظومة التربية والتكوين. وأضافت أن المهتمين بالشأن التربوي يجمعون على أن منظومة القيم في المناهج الدراسية تعرف بعض الاكراهات خاصة في تمثل المتعلمين للقيم المدمجة في مناهج وبرامج التربية والتكوين سواء كانت هذه القيم ذات مرجعية عقلانية أو ذات مرجعية دينية، مبرزة أن هذا اللقاء يعد مناسبة لملامسة موضوع ذي أهمية خاصة بالنسبة للناشئة، وتسليط الضوء على المنظومة القيمية وتجويد العرض المدرسي ومعالجة ظواهر سلبية أصبحت متفشية داخل المجتمع. من جانبه، أكد جابير بن دحمان، في كلمة باسم الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية بخريبكة، أن هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار تقاسم الأفكار والرؤى بقصد الارتقاء بالمنظومة التعليمية، يشكل مناسبة لطرح الاشكاليات المرتبطة بالقيم في المنظومة التربوية باعتبارها قضية تحتاج إلى مجهودات كبيرة وانخراط جميع الفاعلين من أسرة ومدرسة ومجتمع مدني واعلام والقطاعات ذات الصلة بالتربية في مفهومها الواسع. واعتبر أن أزمة القيم التي تعاني منها المدرسة المغربية يرجع بالأساس إلى فقدان البوصلة القيمية سواء من حيث المرجعية والمنطلقات، أو من حيث التفعيل البيداغوجي والديداكتيكي، داعيا إلى انخراط جميع الفاعلين في المشروع الاصلاحي الذي يهدف إلى النهوض بمدرسة القيم التي تؤهل المتعلم للتمسك بالثوابت والقيم الدينية والوطنية والهوية في تعدد مكوناتها وتنوع روافدها، وترسيخ فضائل المواطنة والديمقراطية والسلوك المدني من أجل تحقيق الاندماج في المجتمع والمساهمة في التنمية المستدامة بالمغرب. وستناقش هذه المناظرة إشكاليات القيم في المناهج والبرامج الدراسية من خلال محاور تهم "نحو مقاربة تشاركية من أجل بناء منظومة قيمية مرجعية لإصلاح منظومة التربية والتكوين"، و"أية مقاربة معرفية وبيداغوجية لترسيخ النموذج القيمي ضمن منظومة التربية والتكوين وبأية مضامين".