كانت تطعم قطّا بالقرب من باب منزلها قبل أن يوقفها أحد المارة ويخبرها أن ما تفعله مناف لقوانين الصحة العامة التابعة لبلدية دبي، تاركا الدهشة تعلو وجهها، ظنّا منها أن ذلك الشخص يحاول فقط فتح حوار معها. فضولها دفعها إلى البحث في القوانين واللوائح والمخالفات والقرارات ذات العلاقة بهذا الشأن التابعة للبلدية، والمفاجأة كانت، أن ذلك المارّ لم يكن يدعي المعرفة، أو يحاول فتح حوار، إنما كان ينصحها بالفعل ويحذرها من دفع غرامة قدرها 200 درهم، جراء إطعامها للقط، أو لأي حيوان سائب كان. وبعد تواصلها مباشرة مع صحيفة "البيان" الإماراتية - والتي أوردت هذا الخبر- تواصلت "البيان" مع إدارة خدمات الصحة العامة قسم الخدمات البيطرية، حيث أكد الدكتور معتصم شحادة الزعبي ضابط تفتيش صحة بيطري أول، أن الغرامة صحيحة، مرجعاً الهدف منها إلى عدم جعل الشوارع والأحياء السكنية مرتعاً للقطط والحيوانات السائبة، مشيراً إلى أن القطط تتكاثر بشكل كبير وسريع، فكل ثلاثة أشهر تتوالد القطط، وفي كل مرة يكون الناتج من 6 إلى 7 قطط صغيرة. وأضاف: "هذا التكاثر يؤدي إلى خلل في التنوع البيئي، ونحن نجمع القطط من الأحياء ونعمل لها عمليات للعقم بحيث لا تتكاثر بصورة تشكل خطراً بيئياً، كما أن الحيوانات السائبة لها مخاطر كثيرة، منها تسبب القطط بحالات إجهاض للحمل البشري، نظراً لكونها غير محصنة". لا يخلو حي أو منطقة سكنية من قطط تتجمع حول حاويات النفايات أو أمام أبواب البيوت التي تعودت عليها وألفتها، وباتت تعلم أنها ستخرج لهم بطبق من بقايا الأكل، فالجميع إن لم نقل الأغلبية يعاملون الحيوانات السائبة بمبدأ الرحمة والعطف، ومن باب الرأفة والإنسانية، ولا يمكن بحال من الأحوال إقناع الناس بالتوقف عن إطعام الحيوانات ورؤيتها تتضور جوعاً دون أن تحرك ساكناً. وقال الدكتور الزعبي: "إن الكلاب الشرسة أيضاً روح رطبة، لكنها تشكل خطرا على روح الإنسان، فالهدف من الغرامة وهذا الإجراء هو الحفاظ على صحة الإنسان من المشاكل التي تسببها هذه الحيوانات السائبة المتروكة دون عناية أو تحصين"، مؤكدا أن الهدف النبيل من وراء إطعام هذه الحيوانات لا اختلاف فيه أبدا، لكن لابد من التفرقة بين الرأفة، والصحة، بحسب رأيه. صاحبة ذلك القط السائب لا زالت ترفض قطعيا التوقف عن إطعام القط الرابض أمام باب بيتها، مؤكدة أنها وعائلتها وكل أفراد الحي تقريبا يرون أن هذا يتعدى الرحمة بالحيوان، بأن التخلص من بقايا الطعام عبر إطعامها لروح تستحق، أفضل من رميها في القمامة، تاركة هي وغيرها القضية مفتوحة على مصراعيها ، بين الرحمة، أو الغرامة.