من أجل تنشيط المشهد الإعلامي بمدينة فاس ، وبمبادرة ثانية من طلبة شعبة الإعلام والتواصل بجامعة سيدي محمد بن عبد الله – فاس ، حيث احتضنت رئاسة الجامعة مائدة مستديرة تمحورت حول "الإعلام العربي بين الحياد والإنحياز : الحراك العربي نموذجا" مساء يوم الأربعاء 14 آذار/مارس 2012 . واللقاء هو ثمرة ثانية بعد لقاء سابق تم تنظيمه في شهر يناير من نفس السنة بعنوان " واقع ومستقبل الصحافة الإلكترونية : الشباب أي اختيار " ، وتبعا لأرضية اللقاء والتي أتى في مطلعها "منذ مطلع العام الماضي و البلدان العربية تعرف مخاضا كبيرا تولدت عنه انتفاضات عارمة شملت العديد من الدول،حيث انطلقت من تونس و انتقلت إلى أرض الكنانة مرورا بليبيا ووصولا إلى باقي الدول العربية، و من هذا المنطلق تباينت طريقة تعامل وسائل الإعلام على اختلافها مع هذا الحراك الشعبي ..." ،ولهذه الإعتبارات حاول اللقاء الإجابة على الأسئلة المحورية التالية : هل يمكن الحديث عن إعلام مستقل إذن ؟ و هل للاعلام دور في إنجاح انتفاضات و إفشال أخرى و ما غايته في ذلك ؟ و كيف تعامل الإعلام المغربي بشقيه الرسمي و ما يصطلح عليه بالمستقل مع الحراك الذي شهده المغرب ؟ ومن أجل مقاربة الموضوع استضاف اللقاء شابين ينتميان للحقل الإعلامي بمدينة فاس الأول هو 'عبد الإلاه المهدبة' طالب باحث تخصص دراسات فكرية معاصرة و عضو هيئة تحرير جريدة فاس بريس الإلكترونية و مراسل معتمد لمجلة الجالية 24 و صحيفة أنباء نيوز السعودية، ثم الشاب 'المهدي الإدريسي' صحفي و رئيس اللجنة العلمية لجريدة 'في رحاب الجامعة' حاصل على مجموعة من الإجازات في السوسيولوجيا و القانون العام و إجازة مهنية في الهندسة الإجتماعية و أستاد في الفلسفة ، هذا الأخير أبرز دور الإعلام العربي والذي كان له أهمية في إنجاح الثورات العربية عبر ما حشدته كبرى وسائل الاعلام كالجزيرة و العربية و غيرها من إمكانات لانجاح هذا الحراك الذي كان هدفه هو إسقاط أنظمة بعينها و إغفال ما يحدث في مناطق معينة من مظاهرات مطالبة بالحرية و العدل في كل من السعودية و البحرين و ذلك نظرا لتغليب الذاتية لدى الصحفيين وقد خلص إلى أنه لا يمكن الحديث قط عن إعلام محايد في الوطن العربي ،وفي ختام مداخلته تحدث عن تجربة إنشاء جريدة تحمل اسم "في رحاب الجامعة". في حين أن الشاب 'عبد الإلاه المهدبة'تطرق للإعلام العربي من خلال سرد عمل كبريات الشبكات العربية خاصة في الحراك العربي الذي وسم ب "الربيع العربي" وانحصارها بين الإنحياز وغياب مصداقية الخبر ،كما أشار إلى انزياح الإعلام العربي عن تطبيق قولة الخبر مقدس و التعليق حر بل لم يعد هناك قدسية للخبر و لامصداقية لهذا الخبر، و نبه إلى غياب المصدر في البرامج الإعلامية التي تغفل إنجازات بعض الدول كالمغرب الذي شهد ثورة صامتة حسب رأيه و تثمل في صناديق الإقتراع و لا تذكر إلا ما يمكنه تأجيج الرأي العام . وبعد انتهاء المائدة المستديرة تبدأ التحضيرات لمائدة مستديرة ستتركز على موضوع لا يبعد عن سابقيه .