من بين أروع النماذج المثيرة التي يمكن للشباب المغربي الاقداء بها ، قصة البطل نبيل كائل ، و هو شاب من مواليد 1985 بالمدينة القديمة، الدارالبيضاء، لمتحنه الله في عز يفعانه ، و اختاره تعالى ليعيش بساق وحيدة ، بتعرضه لسرطان عجل ببتر ساقه ، لكن ذلك لم يزده ال عزيمة و تحد من أجل بلوغ كل أهدافه … كيف ذلك ؟ نبيل يروي لكم حكايته : منذ صغري وأنا أعيش في وسط عائلي فقير، أرى فيه والدي يسعون للخدمة من أجل لقمة عيش، كانت من بين امنياتي أن أساعدهم لتخطي محنهم ، وجعلهم يعيشون حياتهم في هناء وسعادة ، وكذلك كانت أمنيتي منذ الصغر هي أن أكون أحسن وأفضل عداء للمسافات الطويلة بالمملكة المغربية ، بل في العالم بأسره، لتحقيق هذين الهدفين، باب الأولها هي دراستي، فمنذ ذلك الحين وأنا اجتهد من أجل بلوغ هذا الطموح ، و لله الحمد كانت البداية موفقة ، في الإبتداء بمدرسة ابن الرومي والمتنبي، والإعدادي بمدرسة مولاي سليمان إلى أول سنة لي بالثانوي، بثانوية ابن تومرت، التي بها سيتحقق حلمي الثاني ، بعدما أجرت أول مسابقة للعدو الريفي، كانت بالنسبة لي فرصة لا تعوض عند سماعي بهذا الخبر ، وكانت المسابقة من أجل الولوج إلى التصفيات الجهوية بمدينة الدارالبيضاء، الحمد لله دخلت في المرتبة الثانية ، وبذلك تم اختياري للمشاركة، وكانت النتائج بحصولي على ميداليات ذهبية، فضية ونحاسية، و قد استمريت على هذا النحو حتى الوصول إلى مستوى الباكالوريا سنة 2004
وفي شهر ابريل من نفس السنة أجريت مسابقة في مسافة 8000 متر بمديونة بدون مشاكل وعوائق ، و كالعادة احتليت الرتبة الرابعة ، بعدها بأيام قليلة بدأت أشعر بألم طفيف على مستوى الركبة في الرجل اليسرى، يختفي لمدة طويلة ثم يعود، ظننت أنه فقط التعب وأني أجهدت كثيرا خلال المسابقة الأخيرة، كانت حينها أيام الاستعداد لإمتحانات الباكالوريا، وبعد توفيق من الله عز وجلحصلت على شهادة الباكلوريا ،بيد إن الفرحة لم تكتمل ، بعد زيارة للطبيب الذي قام بفحص ركبتي وتأكده من إصابتي بمرض السرطان، في تلك اللحظة بعد سماعي الخبر،صعقت و أصبت بصدمة قوية أدخلتني في دوامة من التفكير بخصوص ما سيحصل لي مستقبلا، حياة بدون قدم أو تركها على حالها ، لكن بعد مدة وجيزة سيكون مصيري هو الموت، كما أن الخبر انتشر بالحي وكذلك بالثانوية، وعند سماع الأستاذة العظيمة نجية الخبر قامت بأعمال خيرية، حيث أنها تكلفت بكل الحاجيات والمصاريف باهظة الثمن بالمستشفى، كالعلاج الكيميائي والتصوير بالرنين المغناطيسي وغيرها، من أجل الوصول إلى نتيجة مفرحة لكن بدون جدوى ، حيث كان الحل الأخير هو بثرها، الحمد لله تقبلت الأمر بشجاعة وكان أغرب يوم في حياتي هو يوم وجودي بقاعة العمليات فرحا متقبلا لقضاء الله و قدره ، الحمد لله تمت العملية بنجاح ، وكذلك فزت في المواجهة بيني وبين نفسي، أما الأصعب فهو بيني وبين المجتمع الذي لازال ينظرة لذوي الإحتياجات الخاصة نظرة حاطة و تنقيصية ، ظنا من بعض الناس أن كل من له إعاقة جسدية فهو بالضرورة معاق فكريا ، سواء من حيث ثقافته مؤهلاته شهاداته التقنية والعليا. و هذا تفكير خاطئ .
هذا ما جعلني أبدأ في مواجهة مخاوفي اتجاه بعض هؤلاء الناس، حتى أصبحت أهدافي كبيرة بوضع أحداث حية قابلة للتنفيذ و تفعيل مع المجتمع عامة والمجتمع المغربي خاصة.
حتى أنني حققت و لله الحمد أفضل إنجاز ألا وهو: وصولي إلى قمة جبل توبقال الذي يبلغ علوه 4167 متر، و هو أعلى قمة بشمال إفريقيا والدول العربية، كانت الرحلة في منتهى المغامرة، عشت لحظات تحفيزية وكانت كل الحظات التي قضيتها دروسا في العزيمة والإرادة أهديها لكل من التقيت بهم، كذلك كان ومازال درسا قيما لمن شاهدها الفيديو عبربعض الجرائد الإلكترونية فكلمة التحدي التي قلتها و عزمت على تنفيذهاا منحتني شعبية كبيرة داخل وخارج الوطن.
و طموحي الآن الوصول إلى اعلى قمة جبل كيليمانجارو، أعلى قمة في افريقيا.