تداول رواد الفيسبوك أخيرا ، صورة لمناضلة بحزب العدالة و التنمية تدعى حسب التعاليق الواردة " كوثر " أثارت جدالا كبير بين من قال بأنها مجرد صورة مفبركة ، و بين من قال أنها تعبير سليم نابع من قناعة شابة آثرت الاعتذار للشعب المغربي بعدما خدعت في حزب صوتت له سابقا ، و أكدت من خلال عبارة " مامصوتينش " سخطها على الوضع العام الذي بات يعيشه بيت المصباح ، الذي أضحى يفقد شعبيتها يوما بعد يوم ، بعد سلكه لمسار جاءت كل نتائجه ضدا على مصالح الطبقة الضعيفة و المسحوقة من أبناء الشعب ، و الأمثلة عديدة و متنوعة . موقف كوثر ، ربما يعكس موقف العديد من مناضلي الحزب الذين اختاروا الرحيل عن العدالة في صمت احتراما لأيام قضوها في رحابه ، و هو ذاته موقف العشرات من المستقلين عن زمرة بنكيران ، ممن جرفتهم شعاراته الشفوية المدوية … هي إذن بداية تقييم داخلي لعقول نيرة فذة ، حكمت العقل بذل العاطفة ، و تيقنت أن من جاء مخاطبا الجماهير بلغة جديدة ، منمقة بأحاديث نبوية ، من قبيل ( و الله ، و بالله ، و تالله ) ،ما هي إلا سياسي كباقي الساسة ، يمارس فن الخطابة من أجل استيلاب العقول لهدف واحد هو الوصول للكراسي ، وسيلته في ذلك ( نريد التغيير … محاربة الفساد … انصاب الشعب ) ، فأي تغيير حصل بعد ولاية تشريعية أشرفت على نهايتها ؟ و هل بالفعل حارب بنكيران و حلفاءه الفساد أم أن الواقع خلاف ذلك ؟ و هل تحقق للشعب كل تلك الاحلام الوردية التي جاء بها بنكيران إبان حملته الانتخابية ؟ الاجابة على هذه الاسئلة الثلاثة الاخيرة ، كفيل بأن يضع المتلقي أمام صورة حقيقية لما يقع داخل بيت المصباح ، و بأن يفسر هذا التمرد الداخلي الذي بات يتسبب يوميا في مغادرة عقلاء الحزب من دون رجعة .