تمكن باحثون أمريكيون من إنتاج أصغر "مجين" موجود في الطبيعة، يحتوي على أصغر عدد من الجينات الضرورية لعمل الأجسام الحية، في تقدم علمي كبير على طريق كشف أسرار الخلق والحياة. وأطلق على هذا المجين المنتج في المختبر اسم "سين 3.0"، وهو يحتوي على 473 جينة فقط، علماً أن جسم الإنسان يحتوي على عشرين ألفاً. ومن شأن إنتاج هذه الخلية أن يساعد العلماء في فهم وظيفة كل الجينات الضرورية للحياة، بحسب الباحثين. وقال الرائد في مجال تسلسل الحمض الريبي النووي (دي ان ايه) كريغ فنتر في مؤتمر صحافي عقد عبر الهاتف "أفضل طريقة لفهم الحياة هي إنتاج مجين بسيط، فإن كنا مثلاً لا نفهم كيف تعمل طائرة بوينغ علينا أن نحذف منها أجزاء إلى أن تصبح غير قادرة على الطيران". واستند الباحثون إلى هذا المبدأ، مع مجين بكتيريا المفطومة (ميكوبلازما) المعروف عنها أنها تملك أصغر مجين بين كل الخلايا الحية القادرة على إنتاج ذاتها. وصمم الباحثون انطلاقاً منها، مجينات اصطناعية دقيقة جداً في مسعى لتحديد الجينات الأساسية وتلك غير الأساسية. خطوة مهمة وأثناء العمل، عمل الباحثون على تحديد الجينات "شبه الضرورية" اللازمة لنمو الاجسام، ولكن غير الضرورية لاستمرار حياتها. وأظهرت هذه الأبحاث أيضاً أن بعض الجينات، المدرجة أساساً في خانة الجينات "غير الضرورية"، تقوم بمهام هي في حقيقة الأمر ضرورية جداً ويجب الإبقاء عليها داخل المجين للإبقاء على الحياة. وفي هذا المجين المختصر إلى أبسط شكل، لا يوجد جينات تسمح بإجراء تعديلات وراثية، لكن معظم الجينات اللازمة لقراءة المعلومات الوراثية للمجين والتعبير عنها وتأمين انتقالها من جيل الى آخر، ظلت موجودة. وبحسب الباحث في الفريق دانيال غيبسون "هذه الأجسام المصنعة يمكن أن تكون ذات فائدة كبيرة في تطبيقات عدة في الطب والكيمياء الحيوية والوقود الحيوية والتغذية والزراعة". ورأى علماء لم يشاركوا في هذه الأعمال أنها تشكل تقدماً علمياً نوعياً.