توصلت عناصر الشرطة القضائية التابعة للأمن الولائي بسطات بشكاية من أحد عمال محطة وقود بالمدينة مفادها أن ثلاثة أشخاص، كانوا على متن سيارة، توقفوا بالمحطة وزودوا خزان السيارة ب300 درهم من الوقود ورفضوا أداء الثمن، وحين ألح عليهم العامل في طلبه، أشهروا في وجهه سكاكين ولاذوا بالفرار بعد أن غادر أحد الجناة السيارة وأطلق ساقيه للريح. كثفت عناصر الضابطة القضائية أبحاثها وتحرياتها في الموضوع، فألقت القبض على أحد الأشخاص (م) الذي عرض على عامل المحطة فتعرف عليه، وبإرشاد منه تمكنت عناصر الشرطة القضائية من الاهتداء إلى منزل (ا)، حيث ألقي عليه القبض، وبعد إخضاع منزله للتفتيش تم العثور على عدة رخص السيارات، تم إلصاق صورة المتهم(ه.ب) على بعضها، وبعد البحث مع هذا الأخير أرشد العناصر الأمنية إلى (س) الذي قامت عناصر الشرطة بتفتيش منزله، فأسفرت العملية عن العثور على محفظة مدرسية وملف طالب جامعي بكلية الحسن الأول بسطات، كان قد تعرض اختطاف وللاحتجاز من قبل ثلاثة أشخاص كانوا على متن نفس سيارة بعد أن اقتادوه ليلا إلى ناحية أولاد سعيد، حيث اعتدوا عليه بالضرب والجرح والسرقة كما هتكوا عرضه بالعنف. وبإرشاد من (س) تمكنت عناصر الأمن من إلقاء القبض على (م.ب) بعد أن فر (ه.ب) على متن سيارة من نوع ميرسيديس كانت موضوع سرقة من مدينة برشيد، وبعد تفتيش (م.ب) تم حجز مدية كبيرة ومجموعة من الأحجار الصلبة الخاصة بالشعوذة ومفاتيح مزورة خاصة بتشغيل محركات السيارات. الاستماع الى المتهمين صرح ابن خالة المتهم الرئيسي (ه.ب) بأنه كان يزوره في منزله ويقضي معه الليل، وكان على علم بنشاط قريبه المتمثل في السرقة رفقة مجموعة من أفراد عصابته، وكان المتهم (ه.ب) في مرات عديدة، حسب إفادة ابن خالته، يحضر بعض رخص السياقة ويساعده في تزويرها بوضع صورة (ه.ب) على الرخصة بدلا من صورة صاحبها، مضيفا أنه نفذ رفقة المتهم عمليات سرقة بمدينة سطات، استهدفت أولاها سيدتين ليلا وراء بناية ولاية سطات، وكان رفقتهما (م.ب) و(س) حيث أشهر هذا الأخير مدية في وجههما وأنه أغمي على الضحيتين فاستولوا على حقيبتيهما ثم لاذوا بالفرار على متن سيارة كان يسوقها (ه.ب)، أما العملية الثانية فقد استهدفت راكب دراجة قرب محطة القطار ليلا، رفقة كل من (ه.ب) و(س) و(ع) و(ش)، الذي أشهر سكينا في وجه الضحية وسلبه مبلغا ماليا. ونفذ المتهم عملية لوحده استهدفت حقيبة أحد ركاب سيارة أجرة من مدينة البيضاء إلى سطات، حيث غادر السيارة عندما توقفت في مدينة برشيد بعد أن استولى على الحقيبة التي كانت تحتوي على هاتف محمول ومجموعة أغراض شخصية، وأضاف أنه كان يرافق المتهم الرئيسي (ه.ب) على متن سيارته إلى الأسواق ويوهم بعض الركاب بأنه يتعاطى للنقل السري للأشخاص فينفردا بضحاياهم ويقومان بالاعتداء عليهم بسلبهم ممتلكاتهم.. وعند الاستماع الى المتهم (س) أفاد بأنه انضم إلى عصابة (ه.ب) التي تضم المتهم (ع.ب) ونفذ رفقتهم سرقة استهدفت سيارة رونو 18 من محطة وقوف السيارات بسوق مرجان عين السبع بعد أن تم فتحها بمفاتيح مزورة كان يحملها(ه.ب)، ونفذ سرقة أخرى بمدينة خريبكة استهدفت سيارة نوع ميرسيديس 250، وكان ضمن المجموعة التي قامت باستهداف الطالب الجامعي ليلا، حيث تم إيهام الضحية بأنهم يتعاطون النقل السري وأنهم سيقومون بنقله على متن سيارة الباليو إلى مدينة مراكش، إلا أنهم، وفي مكان مظلم خارج مدينة سطات قاموا بتجريده من ملابسه وحقيبته وهاتفه المحمول ومبلغ مالي، ثم وضع المعني بالأمر و(ه.ب) رجليهما فوق عنقه إلى أن خارت قواه، وظنا منهما أنه فارق الحياة اعتديا عليه جنسيا بالتناوب ثم تخلوا عنه وغادروا المكان. عشر سنوات وراء القضبان توبع المتهم (ع.ب) بتهمة جناية تكوين عصابة إجرامية والسرقة بالسلاح وحيازة المخدرات، واعترف خلال البحث التمهيدي معه بأنه انضم إلى عصابة (ه.ب) وبأنه نفذ رفقة المجموعة المذكورة عدة جرائم سرقة، الأولى استهدفت، ليلا، شخصا كان ينتظر وسيلة نقل خارج مدينة برشيد نفذها رفقة (ه.ب) الذي كا يسوق سيارة من نوع باليو ، إذ أوهموا الضحية بأنهم سينقلونه إلى بنجرير، وفي مدخل مدينة سطات خرجوا إلى الغابة المحاذية للكلية واعتدوا عليه وسلبوه هاتفين محمولين يخصانه، ومبلغ مالي، وذلك تحت التهديد بالسلاح الأبيض، كما نفذ مع المجموعة جرائم سرقة أخرى استهدفت بعض المتسوقين في البادية. وبعد مناقشة القضية وظروفها وملابساتها قضت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمدينة سطات بسجن المتهم (ع.ب) بعشر سنوات سجنا نافذا، فيما كانت نفس المحكمة قد أدانت المتهمين الآخرين بأحكام مختلفة من أجل ما نسب إليهم.