علمنا في موقع " أخبارنا المغربية " من مصادر مطلعة أن الفنان سعيد الشرايبي أو ملك العود العربي كما لقبه البعض من قبل ، قد فارق الحياة في ساعات متأخرة من ليلة أمس ، حيث كان يرقد بإحدى المصحات بمسقط رأسه بمراكش . هذا و يعتبر الفنان سعيد الشرايبي الذي ولد في 2 من فبراير 1951 بمراكش من خيرة عازفي العود في المغرب والوطن العربي، اكتشف آلة العود وهو ابن الثالثة عشر عاما، ولم يفارقها أبدا حتى حلقت به عاليا و بلغت به إلى شهرة عالمية . و تعتبر أعمال ّسعيد الشرايبي ذلك الامتداد للأصالة بفعل البحث المتواصل في العلاقة بين الموسيقى العربية الأندلسية والتركية والفارسية... حيث يضم سجله الفني والإبداعي ببحوث ألحان من تأليفه، وهي كثيرة جدا ومعظمها يحمل هوية مغربية إضافة إلى الأندلسية التي تأثر بها على أن اللون الذي يقدمه ما يزال موجودا في المغرب ومقاماته قريبة إلى المقامات العربية ، حيث تختلف في التسمية فقط. وقد بحث من خلال علم دراسة مقارنة بين المقامات الموجودة في العراق والأندلس. ووجد في نهاية الأمر تشابها كبيرا بين الاثنين وحتى الموال لاحظ فيه ذلك التشابه الواضح، ومن تلك المقامات الحجازي والمدمي والفارسي، وكلها موجودة في التراث الأندلسي. إن سعيد الشرايبي الذي يرسل عبر آلة الحكماء بطائق التعايش والحب إلى العالم يجعل من موسيقاه بوابة الأمل التي تتفتح مع كل جملة موسيقية تصوغها أنامله. وهو يواصل متألقا تقديم تصوره الجمالي والفني لدعم وتطوير الموسيقى والأغنية المغربية مثبتا حضوره الوطني والدولي . وقد تكللت أعماله بالتتويج في مناسبات عدة ، حيث حصل على الوسام العربي لأحسن مشاركة عربية بالجزائر سنة 1984 ، والريشة الذهبية والوسام الأول ، وجائزة العود ببغداد سنة 1986، وجائزة الموسيقى الغرناطية رفقة أمينة العلوي بباريس سنة 1992 ، وجائزة الاستحقاق بدار الأوبرا في القاهرة سنة 1994 ، وجائزة القدس والعود الذهبي بالرباط سنة 2002 ، وجائزة زرياب للجنة الدولية للموسيقى ، وتتويجات أخرى. رحم الله الفقيد و أسكنه فسيح جنانه ، إنا لله و إنا اليه راجعون .